العلم زينة الأخلاق ، و تاج الكرامة ، و منبر العدل و الإنصاف بين أبناء البشرية جمعاء ، العلم بضاعة المتقين ، و ذخيرة الصالحين ، العلم نور لكل عاقل ، و أداة كل واع ، و كل متعلم مثقف ، العلم طريق الهداية ، و الصلاح ، و إصلاح ، العلم أساس نهضة كل أمة و الركيزة الأولى لبناء كل مجتمع متحضر قائم على القيم و المبادئ النبيلة ، العلم أنشودة العقول النيرة ، العلم ترانيم الأرواح السعيدة ، و النفوس الطيبة الأبية فهمها كتبنا ، و مهما دونت أقلامنا فنحن نبقى قاصرين في إعطاء العلم حقه الذي يستحقه فهو أساس و منبع كل كمال سواء في الدنيا أو الآخرة ، فالإنسان المتحصن بالعلم ، و يبقى عصياً على مكائد الجهل و التخلف ، بينما الإنسان الجاهل المتخلف فيبقى أداة طيعة لكل ما يصدر إليها من هوى النفس ، و غدر إبليس و أعوانه المتخلفين مهما تعددت عناوينهم الاجتماعية أو السياسية أو الدينية فليس الإنسان بما يملك من أموال ، و فضائيات و ، وسائل إعلام أو قصور فارهة ، و معارض سيارات حديثة بل الإنسان السوي بما يملك من درجات العلم ، و كنوز المعرفة و كثرة المؤلفات و الآثار العلمية المعرفية وهذا ما يدل على عمق و غزارة علمه ، و تراثه العلمي ، فالعلم بالنوعية و ليس بالكم ، فكم هي الأمم التي قطفت ثمار جهودها المضنية ، و عبر مئات السنين ، وهي تنقش في الحجر كي تحصد ثمار زرعها ، و تنهي بذلك سني شقاءها و جهدها العصيب ، فالعلم من الحقائق الثابتة الغير قابلة للتغيير ، و هو من الأسس التي لا تخضع لقلم المحو ، و الإثبات ، فالعلم حقيقةً هو زينة العقلاء ، شعار المثقفين و الأدباء ، العلم سفينة النجاة وسط تلاطم أمواج الجهل ، و التخلف ، و دهاليز التيه ، و الانحراف ، و هو حقيقة ثابتة لا شكّ فيها، فهو يجعل كل مَنْ يتّصف به قريبًا من خالقه ، وعلى درجة رفيعة من الخلود في الدنيا ، وبعد الفناء، في مقابل وهميّة كمال المال والإعلام والجاه الزائل، الذي لا أصل له ، وهو مراد الجاهل الناقم على العلم مثل داعش و أسيادهم الذين لا يعرفون إلى الله سبحانه و تعالى طريقًا ليبقى في ظلام الجهل يعيش ، وتوحيد الدواعش التيمية الجسمي الخرافي الذي جسّم الله ( سبحانه و تعالى ) بتصحيحه أربابهم حديث ابن عباس بقوله : قال : قال رسول الله: ( رأيتُ ربّي في صورة شابّ أمرد له وفرة جعد قطط في روضة خضراء ) وتشبيههم الذات الالهية المقدسة بأفحش الصور، مصداقٌ واضحٌ على جهلهم وكذبهم وتدليسهم وإلحادهم وعلى أنهم أغبى الأغبياء وأجهل الجهّال، ليكون التصدي لهذا الفكر المنحرف وجرمه وظلمه وجوره في يومنا هذا واجبًا على العلماء والمفكرين والمثقفين والناس أجمعين
بقلم // الكاتب حسن حمزة العبيدي