كثيراً ما نسمع تلك العبارة هذه الأيام .
وليس غريب ان نسمعها من اشخاص كانوا منتفعين من صدام ونظامه، او نسمعه من اناس عاشوا في زمن صدام، ولم يتغير حالهم في هذا الزمن .
لكن المستغرب ان نسمع هذه العبارة، من شباب لم يكونوا قد مسهم ظلم صدام او خيره .
وعندما تسألهم لماذا ترددون هذه العبارة ..؟؟
يجيبون في زمن صدام كان هناك أمان .
لذلك قررت ان اراجع ذاكرتي، التي ادعي انها قوية، لعلي اجد في احد زواياها بعض الأمان الذي يتحدثون عنه .
فقررت البحث اولاً عن الأمان في بيتي، في ذلك الوقت .
فلم اجد سوى القتل، السجن والتهجير .
فقلت لعل هذا يحدث في بيتي فقط لأوسع دائرة البحث
فبحثت في قريتي، فوجدت بيوت ازالها صدام بالجرافات، مشانق نصبت على جذوع النخيل، وبيوت بقيت خاليه على عروشها .
فقلت ربما قريتي خائنة، وانها تستحق العقاب، وقد عاقبها صدام
لأوسع دائرة البحث، ولتكن على مستوى بلدي بالكامل .
فلم اجد سوى حروب، قتل، جوع، حرمان، ذل، خنوع، وبلد لم تتوسع فيه سوى المقابر .
اذن في زمن صدام، لم يكن هناك أمان .
والسؤال هنا
من كذب على هؤلاء الشباب وأوهمهم بأن هناك أمان في زمن الطاغية
ان كان الجواب، الأعلام البعثي
هنا يجب ان نسأل سؤال اخر، كيف لأعلام مهزوم ان يروج لفكرة معينة، وينتصر فيها على اعلامنا، بالرغم من توفر جميع الأمكانات ..؟؟
فنصل الى نتيجة حتمية ان الخلل بمن امسك بزمام الأمور ولم يستطع ان يوجه الشباب الوجهة الصحيحة، والأستفادة من طاقاتهم الكامنة .
وترك الأمر للعدوا يسرد القصص والأكاذيب، ويجمل لهم صورة البعث وصدام المجرم، فيوجههم الوجهة التي يريد، حتى وان كانت مزيفة وغير حقيقية .
فالقاعدة تقول من يتكلم اولاً، تكون فرصه اكبر في ان يصدق .
وان ارادت الدولة، ان تعيد رسم الصورة الحقيقية للبعث، بأذهان الشباب
يجب عليها ان تمتلك الجرأة لطرح الفكر الصدامي على الطاولة، وفضح جرائمه دون تصنع او مبالغة .
فليس كافي ان يظهر الأعلام صور لأشخاص يعدمون، او اناس يلقون من الأسطح .
فهذه الصور اصبحت عادية، لشعب اصبح يستنشق رائحة الموت، كأنه يستنشق رائحة عطره المفضل .
ويشاهد الأشلاء الممزقة، كأنها دميه قد مزقها طفل .
خالد الناهي