كشف صحيفة نيويورك تايمز الامريكية عن وجود خطة سعودية طويلة الأمد لمواجهة حزب الله اللبناني وتسعى من خلال الدعم المسلح لميليشيات المتواجدين في المخيمات الفلسطينية، تحريضهم على مواجهة حزب الله من اجل زيادة النفوذ السعودي في لبنان.
وقالت الصحيفة: لقد أعرب المسؤولون اللبنانيون والغربيون عن قلقهم إزاء زعزعة الاستقرار في مخيمات اللاجئين وتشكيل الميليشيات داخل المخيمات وخارجها، في حين يدعي مسؤول سعودي أن الرياض لا تسعى إلى أي شيء من هذا القبيل ابدا.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين لبنانيين وعدد من الدبلوماسيين الغربيين ان هناك مخاوف في بيروت من ان المملكة العربية السعودية وحلفائها اللبنانيين سيعملون على تشكيل ميليشيات ضد حزب الله في المخيمات وأماكن اخرى.
واضافت الصحيفة ان المسؤولين اللبنانيين يسعون جاهدين لإجهاض الخطة السعودية طويلة المدى والرامية لزعزعة الاستقرار في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بسبب المخاوف الشديدة.
وكانت صحيفة “ميدل ايست آي” البريطانية قد نشرت في وقت سابق معلومات عن زيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الى السعودية. ووفقا للتقرير، التقى عباس مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان خلال الزيارة، ودعا خلالها “بن سلمان” عباس إلى بذل جهود لضم فلسطينيي لبنان إلى الجبهة الموالية للسعودية وإبعادهم عن الجبهة الموالية لإيران، وتوعّد ولي العهد السعودي عباس في حال لم يفعل ذلك أنه سيكون هنالك خيار أفضل لتنفيذ هذه الخطة هو القيادي في حركة فتح “محمد دحلان”.
يبدو أن السعودية تحاول اللجوء إلى أي وسيلة، بسبب عدم قدرتها على مواجهة إيران مباشرة، وتسعى لإجبار الاخرين على مواجهة إيران من خلال دفع مبالغ مالية طائلة. وتعترف الرياض بتوسع نفوذ طهران في المنطقة، لاسيما بعد سلسلة الهزائم الأخيرة التي منيت بها سلطات آل سعود في العراق وسوريا ولبنان واليمن وبعض الدول الأخرى.
لذلك، فإن السعودية، تسعى إلى تقويض حزب الله في لبنان لضرب إيران، حسب ما تزعم، دون النظر الى ان من الممكن ان تكون عواقب هذه الخطوة قد تحول هذا البلد الى يمن آخر.
وتشير بعض التقارير أيضا إلى أن السعودية تحاول زيادة نفوذها في لبنان من خلال اتخاذ بعض الإجراءات، أو تحريض الكيان الصهيوني بطريقة ما لشنّ هجوم على لبنان بغية إضعاف حزب الله.
ولكن يتضح ان أيا من هذه الإجراءات لا يمكن تطبيقها عمليا لأنه بعد احتجاز رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في المملكة العربية السعودية والدعم الكامل الذي تلقاه من جميع الأحزاب والقبائل لأجل عودته إلى البلاد دون أي شروط، بات هناك إجماع وطني في لبنان على ضرورة المقاومة، والذي أدى في نهاية المطاف الى تواجد حزب الله على الساحة أكثر من أي وقت مضى.