السعودية بحاجة إلى إصلاح جذري، لكن الطريقة التي اختارها ولي العهد تثير المخاوف ، هكذا استهل الصحفي في صحيفة لو تون (Le temps) السويسرية مقاله حيث تساءل عن حملة مكافحة الفساد التي أطلقها بن سلمان و السر الحقيقي وراء اعتقال عدد من الأمراء و الأثرياء،والذي اعتبره مجرد تفريغ للجيوب !! واستعراض لقوة وسيطرة الوافد الجديد لإسكات المعارضين وإخافة الطامعين في السلطة داخل الأسرة المالكة.
ويضيف المقال أن المملكة تهددها أزمة اقتصادية و تعيش على وقع تحديات اجتماعية كبيرة و تحتاج فعلا لسياسية إصلاحية واضحة المعالم ،وهو الأمر الذي لم يقدمه ولي العهد حيث اختار الطريق الأسهل لكسب ودّ الشباب السعودي بوصفه الأغلبية في المجتمع و غازله عن طريق إضفاء نزعة تحررية على المجتمع السعودي من خلال السماح للمرأة بقيادة السيارة و تنظيم الحفلات الموسيقية.
واعتبرت الصحيفة زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للرياض و إبرام عقود أسلحة بقيمة 110 مليارات دولار استعراضا لعلاقة الصداقة التي استعادتها السعودية مع أمريكا، ومحاولة لتأمين موقف البيت الأبيض من السياسة الجديدة لولي العهد في المنطقة .
ويضيف الصحفي ان ولي العهد السعودي، حتى الآن، هو قبل كل شيء الرجل الذي شن حربا دامية في اليمن، وهو الذي قطع العلاقات مع قطر و شعبها وهو الذي يفتح أبواب الحرب مع إيران. أما في الرياض ، فولي العهد يضع البلاد تحت قناع التحديث و يقمع الأصوات المعارضة لسياسته و يحاول أن يضع جميع السلطات في يديه . وفي انتظار أن يصبح ملكا، فان السعودية هي بالفعل تخضع تماما لحقيقة الأمير الوحيد، هكذا يختم الصحفي مقاله عن ولي العهد .
مناخ الرعب
وفي مقال آخر نشر في نفس الصحيفة، يقول الصحفي سياسة ولي العهد الجديد تنشر الرعب في السعودية، فالشخصيات البارزة و الأمراء يعيشون تحت الضغط و الخوف فجميعهم يخشى أن يكون على قائمة الاعتقالات القادمة، فلا أحد الآن يتحدث بصراحة على الهاتف، كما تم إلغاء تطبيقات الاتصال الأكثر شيوعا لصالح أخرى تسهل مراقبتها. وتنقل الصحيفة قول ستيفان لاكروكس، الأستاذ المساعد في العلوم السياسية والمتخصص في شؤون المنطقة: ” أن مبلغ 106 مليارات دولار مهم، لكنه سرعان ما يصبح أقل أهمية إذ تحدثنا عن أموال المملكة فعلى سبيل المثال، في عام 2011، أنفق النظام 130 مليار دولار لمنع الربيع العربي من هز عرش المملكة .”
ويضيف المقال أنه وفقا لصحيفة وول ستريت جورنال، كان على الوليد بن طلال أن ينفق 6 مليارات دولار لتبديد “سوء التفاهم” الذي تحدث عنه في أول ظهور له. وقال خبير في الملف “أن المفاوضات استغرقت وقتا أطول لأنه كان من الضروري رفع هذا المبلغ بالتخلي عن مجموعات من الأسهم”. حيث وأنه و في دافوس، لخص وزير المالية السعودي محمد الجدعان الموضوع كما يلي: “إنهم أشخاص أذكياء. إنهم لا يتركون نقودهم في حسابات مصرفية لكنهم يجدون طريقة لإخفاء أموالهم بنشرها بين مختلف الأصول “.
ويقول الصحفي أن حملة ما يسمى بمكافحة الفساد التي يقودها ولي العهد تقوم على ابتزاز المؤسسات الاقتصادية الكبرى في البلاد ،وتضع الوسائل الإعلامية تحت الوصاية مما يثير القلق و الريبة على مستقبل المملكة والمنطقة بشكل عام .