تنتظر المملكة العربية السعودية مشكلات كثيرة، بسبب تدخلاتها في الدول العربية ومحاولة فرض وصايتها السياسية والدينية على شعوب المنطقة.
بحسب تقارير غربية فان السلطات السعودية ستكون على موعد مع الاحتجاجات الشعبية التي ستصنعها الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها مواطني المملكة، بالتزامن مع فشل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في تنفيذ رؤيته التي اعلن عنها العام الماضي.
هناك مشكلة أكبر من الاحتجاجات الشعبية التي قد تواجهها مملكة آل سعود، هذه المشكلة هي دولية وستكون في الاحتجاجات دولية وعلى مستوى أبعد من رقعة الوطن العربي، إنها قضية “تدويل الحج” القضية التي سيشترك في المطالبة بتحقيقها كل مسلمي العالم.
ولأن مسألة تنظيم الحج تعني أكثر من مليار ونصف مسلم في جميع أنحاء العالم فإن آل سعود سيكونون على موعد مع أكبر ثورة في التاريخ، سيكونون على موعد مع تسونامي يجتثهم من من أراضي نجد والحجاز، خاصة وأن النظام السعودي قد تمادى كثيراً في إخضاع فريضة الحج للجوانب السياسية والاقتصادية حتى أصبحت الفريضة مستحيلة ومحرمة على مواطني بعض الدول بسبب الحسابات والمواقف السياسية التي تريدها السعودية ألا تذهب بعيداً عن سياستها أو تتعارض مع مصالحها.
كما أن هناك فشل أمني في حماية الحجاج وأخطاء هندسية كارثية تقتل عشرات الحجاج كل عام، وهو الأمر الذي يدفع بالمسلمين الى اتهام السلطات السعودية بالتقصير والفشل في تنظيم الحج وأحياناً يتم اتهام السعودية بتعمد قتلهم.
ففي الـ 24 من سبتمبر 2015، حدث أن تدافع الحجاج وأدى إلى مقتل 769 شخصاً على الأقل وأصيب 694 آخرين حسب رواية السعودية. بينما وصل عدد القتلى إلى أكثر من 2121، حسب تعداد أجرته وكالة أسوشييتد برس، غير أن بعض التقارير أشارت الى أن سلطات السعودية استخدمت غاز سام ورشته على الحجيج بالذات الإيرانيين وهم الضحايا الأكثر في الحادثة.
وسبق الحادثة بإسبوعين سقوط رافعة في الحرم المكي أودت بحياة 108 شخصا.
وقتل 1426 حاج في العام 1990م، والكثير من الحوادت التي قضى فيها مئات الحجاج من مختلف دول العالم الاسلامي، وهو الأمر الذي دفع ببعض الدول للمطالبة بتدويل “تنظيم فريضة الحج” باعتبارها طقس إسلامي مقدس، ومن بين تلك الدول التي طالبت بالتدويل إيران وتركيا على خلفية حادثة منى، ومؤخراً يثار جدل كبير بين السعودية وقطر التي تقدمت عبر منظمات حقوقية عالمية بمطالبة الأمم المتحدة بتدويل قضية الحج على خلفية المقاطعة التي تعرضت لها من السعودية والامارات والبحرين ومصر.
وفي الوقت الذي تنفي فيه الدوحة الأخبار التي لازالت تفيد بأنها طالبت بتدويل الحج، فإن حكام آل سعود يتعاملون مع الأمر بجدية لمعرفتهم بحساسية التصعيد وخوفهم الحقيقي من إقتناع العالم الإسلامي بإمكانية سحب البساط من أسرة آل سعود وإشراك الدول الاسلامية في تنظيم أكبر فريضة دينية.
بالأمس سفير الرياض في القاهرة وبلغة حادة عن رفض مملكته بتدويل الحج واتهم الدوحة بالسعي وراء التدويل وأنها تحاول تنفيذ أجندة إيرانية، لكن مراقبون رأوا بأن الذعر قد بدأ يسيطر على أمراء آل سعود الذين يخشون خسارة أكبر عائدات مالية دينية في العالم.
وفي الـ 9 من يناير الماضي تأسيس الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين ، ووجهت الهيئة عريضة موقعة للحكومات والمؤسسات الإسلامية حول العالم، طالبتها بالمشاركة في إدارة المشاعر المقدسة بالسعودية، وذلك “بعد ثبوت تقصير وفشل السعودية في إدارتها”.
ورفضت العريضة تسييس السلطات السعودية للعبادات عبر توظيف التوجهات السياسية للعائلة الحاكمة السعودية للدين عن طريق استخدام المنابر الإسلامية في تسويق قرارات الحكومة، فضلا عن حرمان المسلمين من تأدية مناسكهم لأسباب سياسية، حسب قولها، ونددت العريضة بالفساد المالي من خلال توزيع عوائد الحج والعمرة على بعض الأمراء السعوديين، وتوزيع حصص الحج على الدول الإسلامية بصورة غير عادلة.
كما استضافت اندونيسيا مؤتمرا دوليا تحت عنوان “المواقع الإسلامية المقدسة في المملكة العربية السعودية والدور المستقبلي للدول الإسلامية في الإدارة والتطوير”، أكدت فيه ضرورة إشراك الأمة الإسلامية في إدارة الحرمين.