لا يُنكر الدور الريادي والتضحية العظيمة للإمام الحسين (عليه السلام) وآل بيته وصحبه في أرض كربلاء المقدسة والتي تقدست بدمائهم الطاهرة الزكية، وكيف كان ذلك الموقف الذي خُلد مع خلود الزمن، لما له من أثر وبيان في نفوس الأحرار والموالين والمحبين، وقد قال خير الأنام المصطفى الأمجد ( إن لقتل ولدي الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لن تنطفئ الى يوم القيامة ) فهذه الحرارة المشار إليها هي الحسرة والحرقة واللوعة من أجل الطلب لثأره سلام الله عليه، لأنه سلام الله عليه كان هدفه المنشود الإصلاح والتغيير وزوال حكم الظالم، وهو القائل سلام الله عليه ({إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً انما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي}
)فكانت المشاعر التي يحيها الموالين استذكارا لمصائبِ آل البيت تُختم وتُبدأ بذكر الحسين (عليه السلام) لأن مصيبته أعظم وأجل وأكثر تأثير في الأنفس.
فنرى أن هذه الشعائر المقدسة هي ترجمة بليغة لذكر المصيبة واستذكارًا لموقف الحسين عليه السلام وأصحابه، وما حل بهم من ظلم وإقصاء ويعيش الموالي المصيبة بلوعة وحسرة كذلك فإن لهذه الشعائر النبيلة لها الدور في استنهاض الأحرار لأجل الإصلاح الحقيقي، بل نعتَبر ونستلهم العضة ونعيش الحزن واللوعة والمصيبة ونضحي لأجل مبادئنا السامية كما ضحى الحسين عليه السلام ، أليس أنه قام لأجل التغيير والنهوض ضد الظلم والاستبداد ,فهذا هو الهدف الأسمى من إقامة هذه الشعائر.
وقد تنوعت هذه الشعائر على مر الأزمنة بأساليبها من أجل أن تكون أكثر تأثيرًا وتحريكًا للمشاعر في الأنفس لبلوغ الهدف الحقيقي، ومن هذه الشعائر ما يُقام من عزاء الشور والبندرية اللذان يعُدان من الشعائر الأكثر تأثيرًا لنفسية الشباب خصوصًا فهم نواة بناء السمتقبل والحاضر للمجتمع الإسلامي ، حيث يكون لهذا الطور الأدائي للرادود الدور المهم في تحريك المشاعر للموالين والمعزين بأسلوبٍ عفوي وعاطفي.
فكلما كانت الشعائر تؤدى بأسلوبٍ شرعيٍ مهذبْ ووسطيٍ مبتعدًا عن (الأسلوب الميّالِ للغناء والرقص) كان أكثر تأثيرًا في نفوس الناس عامة والشباب خاصة، وهذا ما لمسناه وعايشناه في المهرجانات التي أقيمت في المساجد والحسينيات التابعة للمكاتب الشرعية لمرجعية الأستاذ المحقق السيد الصرخي الحسني لاستذكار استشهاد مولاتنا الزهراء عليها الصلاة والسلام.
البث المباشر مجلس عزاء الشور و البندرية لإحياء ذكرى استشهاد السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)
https://www.youtube.com/watch?v=odYOINeEuFY&feature=youtu.be
بقلم ضياء الراضي