يتم التداول بين فترة واخرى الكثير من الانباء عن الاوضاع النفسية التي يعاني منها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وعن القلق الدائم الذي يعيشه لفترات، ومن ثم يمر بحالات من الاسترخاء واحيانا يقال الكثير عن تصرفاته غير الموزونة والتي تعكس بشكل واضح قراراته الغريبة والخارجة عن السياق المنطقي والعقلي في كثير من الاحيان.
كل ذلك يثير التساؤلات عن حقيقة الوضع الذي يعيشه هذا الطفل المدلل لوالده ومدى جهوزيته العقلية والنفسية لذلك وتفضيله على أي شخص آخر في "جهابذة" آل سعود، ما يطرح أسئلة عن حقيقة وضع ابن سلمان: هل مريض فعلا ام ان الامر يتم الترويج له لأهداف معينة؟ هل الحديث عن ان ابن سلمان يعيش هذا الوضع الهدف منه إخافة الناس من تصرفات الرجل على اعتبار انه لا يمكن توقع ردات فعله تجاه الآخرين ام ان الامر فعلا هو ان ابن سلمان مريض ويحتاج الى علاج او بالحد الادنى متهور ولا يجوز تسليمه دفة الامور في نظام من الانظمة ولو كان نظاما فرديا ديكتاتوريا كالنظام الموجود في السعودية.
رجل طائش.. والدليل أفعاله
وكيف يمكن السكوت عن الوضع المثار حول شخصية هذا الرجل الذي بات يتلاعب بمقدرات البلاد ومصير الدولة ومصالح الناس، ولماذا علينا السكوت عن حالة مثيرة للريبة يعاني منها شخص طائش بينما المرحلة تحتاج ليس فقط الاتزان والرجاحة في العقل وانما ايضا تحتاج لشخصيات استثنائية لتسلم دفة الحكم في الظروف التي تمر بها المنطقة والعالم، وإن كان الهدف إيصال المتهورين لقيادة السعودية فالامر بسيط وسهل فهم كثر في العائلة السعودية ولا يحتاج الامر الى كل هذا التحضير والتهيئة من قبل الملك والحاشية المحيطة به ومن أروقة القرار في بعض العواصم، ومن الممكن البحث عن اي متهور آخر وجعله وليا للعهد ومن ثم البحث عن الصيغة المناسبة لتنصيبه ملكا على مملكة آل سعود.
والمتابع لتصرفات ابن سلمان يدرك ان اغلب القرارات التي اتخذها كانت تضر بمصالح البلاد اكثر مما تفيد سواء على مستوى السمعة او حتى على مستوى الربح والخسارة بدءا من الحرب على اليمن وصولا للعداء مع ايران مرورا بالازمة مع قطر، ومحاولات الانفتاح المكشوف على الكيان الاسرائيلي والتآمر على القضية الفلسطينية بهدف تصفيتها وتضييع القدس والمقدسات في الاراضي المحتلة.
كل ذلك يظهر ان من اختار ابن سلمان وأراد الاستثمار فيه للمستقبل ليس جهة عابرة انما جهات تعرف ماذا تريد والى أين تريد توجيه السعودية، فمن اختار ابن سلمان ودعمه وأعطاه كل هذه الصلاحيات والضوء الاخضر لارتكاب سلسلة طويلة من الاخطاء الداخلية والخارجية يعرف ان ابن سلمان لا يملك الاهلية القانونية والسياسية ليصبح مسؤولا عاديا في دولة تحترم نفسها فكيف والحال ان يصبح ملكا على دولة وإن كانت هذه الدولة كالسعودية، ولكن قد تم ايصال ابن سلمان لتحقيق مخططات معدة مسبقا.
للكشف عن وضع ابن سلمان النفسي والعقلي
وقد يكون الوضع النفسي لابن سلمان هو احد النقاط التي جعلت من اختاره يفضله على غيره من السعوديين وتقديمه لمواقع المسؤولية، لان الاميركيين ومن خلفهم الصهاينة لا يريدون وصول من يفكر بشكل صحيح الى السلطة ويرفضون وصول من هم اصحاب خبرة وفكر وتجربة ليكونوا رؤساء وملوكا وأمراء بل هم يريدون ان يكون الرئيس والملك والزعيم تابعا وفاقدا للقدرة ويحتاج من يوجهه بشكل دائم، بل يحتاج من يسيره طوال الوقت ويشعره على انه شخصية مفكرة وواعية وقادرة بينما الواقع ان من يحركه في الكواليس يفعل ما يريد ويحصل على ما يشاء، لانه شخص ناقص للاهلية نتجية الظروف المعقدة التي يعيشها تحت ضغط الطموحات الشخصية والمصالح الذاتية.
كل ذلك يدعو لرفع الصوت بحق المعنيين في دولة آل سعود على رأسهم الملك سلمان، سواء من قبل العائلة السعودية وايضا من عامة الناس، والطلب بضرورة التدخل لإيضاح الصورة عن حالة نجله محمد الذي يحمل الكثير من الملفات السياسية والاقتصادية والعسكرية والامنية، لانه لا يجوز ترك الامور على حالتها وانما يجب تقديم تفسيرات جدية وحقيقية عن وضع وزير الدفاع السعودي، واذا ما تبين انه مصاب بمرض عقلي او نفسي ما يجب إقالته فورا ووضعه في الاماكن المخصصة للعلاج بدل تركه يلعب بمصير الشعب والدولة والامة دون حسيب او رقيب