القائد الرسالي الكبير الذي شح الزمان أن يكرر امثاله، ذاك الذي ذاب في
الاسلام والمذهب والوطن، حتى تذرى جسدة حول قبة أمير المؤمنين علي علية
السلام.
نجل المرجع الحكيم قدس سره، الذي دعم مسار الحوزة العلمية وعمل على تطوير
وتأهيل مناهجها ونشر المكتبات والوكلاء في عموم مدن العراق والعالم،
وأوقف المد الشيوعي واللاديني.
وكان شهيدنا من أعمدة هذا النهوض ومواقفه في إسناد مرجعية والدة خالد.
الظالم الدكتاتور الذي جثم على صدر العراق ثلاث عقود ونصف، عمل كل ما
بوسعه، ليقضي على دين آل محمد، فأوغل في القتل والتخريب والتعذيب وأكثر
من استهدفهم هم العلماء والفقهاء، لما لهذه الشريحة من القدرة على تحريك
الشارع وعدم الرضوخ لسطوة النظام العفلقي الجائر لانهم الامتداد الحقيقي
لأهل البيت عليهم السلام.
من اولئك المناضلين السيد محمد باقر الحكيم، الذي لديه من الخصائص
القيادية والاخلاقية والدينية الشيء الاستثنائي فوقف بوجه الطاغوت ونظامه
القمعي، فساومه بأهله وعائلته ليترك المشروع المعارض لكنه وجد نفسة في
نفس موقف جدة الحسين عليه السلام ((إلا وأن الدعي ابن الدعي قد ركز بين
اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة)) فأنبرى للجهاد وأسس الفرق
المعارضة فقتل اللعين وجلاوزتة ما يقارب سبعين عالماً وفقيهاً ومفكراً من
عائلته واسرته وقتل اساتذته وعلماء مذهبه كالامام محمد باقر الصدر قدس
سره الذي تعلق به شهيدنا الحكيم أيما تعلق، ودماء الصدر واخته هي داينمو
حركة شهيد المحراب الثورية فلا يرقد له جفن ودماء استاذه لم تجف، فلابد
من أخذ الثأر من الظالمين. استمر الطريق الطويل من النضال والغربة والفقد
والجروح والالام، البلاد تحت سطوة الظالمين، يعدِمون الالاف في لحظة
تبعاً لنزوة سلطان ويدفنون الاحياء بالشفلات، العلماء تحيطهم العشرات من
المخابرات والامن ولا احد يدخل او يخرج الا بمراقبة وتحقيق وإهانة،
والاخرين يقبعون السجون ليروا اقسى انواع الظلم والتنكيل والهتك
سنونٌ عجاف قد مرت وإذا بالطاغوت قد هوى. العراق اصبح بلا قانون حالة من
الرعب واللاأمن، النهب والفوضى عمت ربوع البلاد.
الحكيم الذي يتنفس العراق دخل الجنوب في الايام الاولى من السقوط سجد
وبكى وعاهد الله ان لن يترك العراق بلاد الأباء والاجداد، تربة الانبياء
والاوصياء التي إرتوت من دماء الابرياء بسبب نزوات الظالم صدام وحروبه
العدوانية.
أصبح الحكيم المحور الاول والرجل الأوحد في إلتفاف العراقيين حولة فتراه
يحتضن العراقيين بشغف ودموع، يقول الحاج ابو ضياء الصغير مرافقة الشخصي:
(كانت ملابس السيد تبتل تماماً من العَرق لإحتضانه للناس فنضطر لسحبهِ من
الناس، لننزع ملابسه وابدالها بأخرى حتى رأيت ذات مرة حرزاً في صدره وهو
ما تعرفت علية فيما بعد الانفجار مع الانقاض).
يارب انها النجف! مسقط رأسي ومنهل علمي بلاد الأمير ومرقده، لكنها شاحبة
قد أوغل فيها الطاغوت ظلماً وعدواناً. لم يجيّر شهيد المحراب احد لنفسه
ولا انجازاً لشخصه بل تراه يصرخ: يا ناس دينكم، تمسكوا بشعائر الحسين
عليه السلام، وبالمرجعية الدينة الصالحة فأنها طريق وصولونا الى اهل
البيت عليهم السلام ثم الى الله عزوجل
اقبل ايادي المراجع واحداً واحدا!ً
واقبل اياديكم انتم واحداً واحداً. (مخاطبا الجماهير في صحن الامام علي
علية السلام).
يا أمير المؤمنين سمعت هتافات الترحيب والمودة بعد طول الغربة فيبكون
وابكي سيدي هل ترحب بي كما يرحبون بي فأنا جُنديك وعبدُك وخادمك.
تلك الروح الملائكية التي تقطر أنسانية وحب ووفاء وإخلاص وخلق، التي التف
عليها العراقيون.لم يروق للظالمين من الذين لا يريدون للعراق ان ينهض من
اعداء الخارج والداخل، (رمزية هذا الرجل لابد ان تنتهي). فأنبرى لة إبن
ملجم اخر وكان الفقيد صائماً استحباباً في ظُهر الجمعة من غرة شهر رجب
فقتلوه ليتطاير جسدة الشريف نسيماً حول ضريح الامام العظيم علياً علية
السلام، ليرحل جسداً ويبقى مشروعاً ومنهجاً وقائداً يُلهم الجماهير.
فنعاه الشعب وأبنتة العلماء..
اترحلت ابا صادق لترتح من الألام وتفجعنا وتفجع العراق برحيلك ايها الابن
البار والقائد الهمام لمرجعيتك ولدينك.
سلاماً عليك يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا.
تقي هاشم الخويلدي