فيما يتحضّر ولي عهد السلطة السعودية للتوجه إلى الولايات المتحدة الأميركية في زيارة رسمية يوم 20 مارس الحالي، ترفع تقارير غربية النقاب عن الإنتهاكات المرتكبة على يدي محمد بن سلمان بحق أقربائه وأفراد عائلته والمواطنين.
كتب مدير “المعهد الخليجي في واشنطن”، علي آل أحمد، عن العنف الجسدي الذي يمارسه محمد بن سلمان بحق زوجته وأم أولاده سارة بنت مشهور، ونقل عن مصادر مطلعة بينها أحد أبناء عم ابن سلمان وحراس سابقين، إذ وصل تعذيبها إلى حدود تنويمها مرات عديدة في مستشفى الملك فيصل التخصصي، مشيراً إلى أن ابن سلمان الذي غرق في اضطرابه بعد أن أدت شكاوى العنف المنزلي إلى رحيل العديد من كبار المستشارين.
يقول آل أحمد إنه لمن المؤكد أن التقارير عن ضرب الزوجات ستلقي بظلال من الشك على الصورة التي يروّجها ابن سلمان لنفسه “كبطل لحقوق المرأة ومصلح لها”، إذ تضع مصداقية مؤيديه الرسميين والإعلاميين الأمريكيين، على طاولة المباحثات “الأميركية- السعودية”.
وتحت عنوان ” تقارير توثق عنف ولي العهد السعودي”، كشف “معهد الخليج” عن معلومات منقولة عن ابن عم ابن سلمان الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه لمخاوف أمنية قوله، إن معلومات لأول مرة تكشف عن انتهاكات ارتكبتها جماعة مبس (اختصار لاسم محمد بن سلمان) بحق زوجته، حيث تعرضت سارة بنت مشهور بن عبد العزيز السعود، وهي أيضا ابنت عمه وابنت خالته، إلى الضرب المتكرر مما نتج عنه تنويمها في المستشفى تحت الرعاية الطبية لأكثر من مرة منذ 6 أبريل / نيسان 2008. وللزوجين أربعة أطفال معاً.
وقد أكدت تقارير عدة العنف المستخدم من ابن سلمان مع زوجته. بدوره، أكد مارك يونغ وهو مواطن بريطاني عمل كمسؤول حماية ملكي لدى الطبقات العليا من الأسرة الحاكمة السعودية لمدة 15 عاماً ، ما ورد من معلومات في التقارير عن الضرب الذي تعرضت له سارة ودخلت على إثره إلى المستشفى، إذ أفاد يونغ “معهد الخليج”، عن لقائه بسارة ووالدة محمد بن سلمان عن طريق عمله.
وطبقاً ليونغ وخالد ، أرادت سارة أن تطلب الطلاق من محمد بن سلمان لكن والدتها اقنعتها بعدم طلب ذلك.
الحارس البريطاني، وثّق تجربته بعمل حراسة أحد أفراد العائلة في كتاب حمل عنوان “حارس شخصي سعودي”، حيث وصف MBS بأنه رجل عدواني، حيث ورث MBS مزاج أمه، ولم ينتقد زوجته فحسب، بل أمراء آخرين، مثل والده من قبله”، مضيفاً أن “ابن سلمان “لديه ظروف مرتبطة بالقلق وانتقاد الآخرين، بما في ذلك زوجته، وقد لفت المعهد إلى أن العديد من مقاطع فيديو MBS تدعم تأكيدات يونغ من اضطراب القلق لديه، وتوتر الوجه بسبب الإضطراب أو الحالة النفسية الأخرى.
عنف سلمان بقتل ابنه الأسود يتكرر مع ولي العهد
مدير المعهد يشير إلى أنه يتم تداول تقارير حول سلوك الملك سلمان العنيف على نطاق واسع في السعودية، إذ “يتذكر يونغ حادثة عندما صفع سلمان خادمًا على وجهه، وقع الخاتم ذو الماسة الكبيرة من يد الملك سلمان، وبينما كان الناس يهرولون للعثور عليها، وجدها الخادم الذي تلقى الصفعة وابتعلها”، يقول يونغ: “ضحكنا وقلنا لا شيء، ظننا أن الخادم يستحق الحلقة لصفعه”.
وبحسب رفيق قديم للعائلة الحاكمة المعروفة باسم TA ، قال لمعهد الخليج بشرط عدم الكشف عن هويته، إنه يتذكر محمد بن سلمان كطفل عدواني وبدين في الخامسة من عمره في عام 1990، ويتذكره بعدوانيته حين كان يركض ويعتدي على المتواجدين في المنزل من دون سابق إنذار، قائلاً: “ظننت أنه مصاب بحالة عقلية”. آل أحمد يلفت إلى أن المعهد في وقت سابق تحدث عن أن الملك سلمان قد قتل ابنه عبد الله، الذي ولد لطفل أسود من العبيد بعد لقاء غير رسمي مع سلمان، و قتل سلمان عبد الله لأنه أسود، حسب ابن أخ الملك، وكانت الأم من بين مئات العبيد في القصور السعودية الذين قدموا العديد من الخدمات بما في ذلك الجنس مع الأمير، ويضيف أنه ” لم يتم إلغاء العبودية في السعودية حتى عام 1962 من قبل الملك سعود، حيث تفرض السلطات السعودية سياسة رسمية للتمييز ضد السود وتحظر عليهم الوظائف الحكومية الكبرى بما في ذلك القضاة والدبلوماسيين والوزراء ووظائف أخرى”.
في العام 2016م، اعتدت ابنة الملك سلمان الوحيدة حصة على مصمم فرنسي في باريس وهددته بالقتل، وفق ما كشفت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية في 14مارس 2018، حيث أصدر قاض فرنسي مذكرة توقيف بحق حصة ، أثر قيام حارسها الشخصي بضرب أحد المصممين الفرنسيين، أثناء إنجازه أعمالاً في شقّتها الواقعة في أحد الأحياء الباريسيّة الفاخرة، يوضح المعهد.
يسأل مدير المعهد الخليجي عن دور سارة في رحلات ابن سلمان الخارجية، حيث لا أحد يراها على الرغم من الإصلاحات التي يدّعيها محمد بن سلمان في مجال حقوق المرأة، يلفت إلى أنه “من غير المتوقع أن تنضم إليه زوجته سرا في واشنطن، فهي لم يتم رؤيتها في أي من رحلاته الخارجية، كما لا توجد صور عامة لها، على عكس بعض النساء الأخريات من العائلة الحاكمة اللواتي يسافرن إلى الخارج للترويج لصورة MBS كمصلح”، ويضيف ” أنه حتى الآن، لم يحضر أي مسؤول سعودي أي من زوجاته في الزيارات الرسمية”. يوضح “المعهد الخليجي” أن أذرع ابن سلمان بدأت العمل للترويج لمزاعم إصلاحاته في البلاد الغربية، حيث تقوم ريما بنت بندر، بجولات للتحدث عن جهود ولي العهد نحو النهوض بالمرأة في الأماكن الصديقة للسعودية، وقد ظهرت في معهد الشرق الأوسط الممول من السعودية، والمجلس الأطلسي ومجلس سياسة الشرق الأوسط ، ومن المقرر أن تعود مع MBS (محمد بن سلمان) لجولة أخرى من الهجوم الساحر”، وفق وصف المعهد، ويقول ابن عم ولي العهد الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، إن MBS له ثلاث زوجات بالإضافة إلى سارة، وهنّ ليسوا من العائلة الحاكمة، وكان MBS قد أخبر بلومبرغ في وقت سابق أنه متزوج من زوجة واحدة فقط، فيما الباقيات لم يذكرهن.
ترامب ضد العنف المنزلي الذي يمارسه ابن سلمان!!
على المنوال عينه، فإن محمد بن سلمان لم تقتصر انتهاكاته على زوجته، بل وصلت إلى والدته، حيث انتشرت أخبار عن أن ابن سلمان يحتجز والدته فهدة، وقد أكدت NBC News الأمريكية، خلال الأسبوع الحالي، ونقل المعهد عن شاب كان يعمل مع فهدة، أن ابن سلمان قام باعتقال أمه قبل بضعة أسابيع، مشيراً إلى أن فهدة كانت “مولعة باستخدام السحر الأسود وطلبت خدمات الكثير من السحرة الأفارقة”، فيما قال يونغ ” إن فهدة استخدمت الأفارقة المحبون للسحر الأسود لوضع تعويذات لولي العهد المعزول محمد بن نايف وآخرين”، على حد قوله.
معهد الخليج، كشف عن أنه طلب من سفارة الرياض ومكاتبها في واشنطن التعليق على مسألة العنف المنزلي في الأسرة الحاكمة، ولكن من دون جدوى، كما أن فيصل بن فرحان، كبير مستشاري السفير السعودي خالد بن سلمان، الأخ الأصغر لـ MBS ، قد رفض التعليق على الموضوع.
أما البيت الأبيض، والرئيس دونالد ترامب الذي استقال كبير مساعديه روب بورتر بسبب تقارير عن العنف المنزلي ضد زوجتيه السابقتين، أدلى بتصريحات قوية لدعم الضحايا، وقال ترامب للصحفيين، “أنا أعارض العنف المنزلي تمامًا ، والجميع هنا يعرفون ذلك، ولا يكاد يكون من الضروري قول ذلك”، هذه التصريحات ينتظر أن تنعكس في لقاءات ابن سلمان ترامب خلال زيارة ولي العهد، بحسب المعهد، الذي أشار إلى تصريح السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض سارة هاكابي ساندرز للصحافيين في فبراير الماضي، إذ قالت: “قبل كل شيء، يدعم الرئيس ضحايا العنف المنزلي، ويعتقد أنه يجب معاملة الجميع بإنصاف وبمراعاة الأصول القانونية”.
وقد طلب معهد الخليج من الممثلة الصحفية لوزارة الخارجية بوجا جونجونوالا، أن يخطط الوزير ريكس تيلرسون لرفع قضية العنف الأسري مع المسؤولين السعوديين، قالت: “لن ندخل في تفاصيل تلك المحادثات الدبلوماسية أو المحادثات الدبلوماسية المستقبلية”.