تشير التقارير، و الدراسات الطبية إلى ضرورة ممارسة الانسان للرياضة التي تساعده على التقليل من تناول العقاقير الطبية، فمثلاً الأطباء ينصحون بممارسة رياضة المشي، و الركض الخفيف في أوقات الصباح الباكر، و كذلك الاستماع إلى الموسيقى الهادئة، فجميعها تعمل على تجدد النشاط الحيوي للإنسان، و الذي يفيدنا في المقام أن التمارين الرياضية، وما فيها من حركات، و سكنات تجعل الانسان يشعر بالراحة، و انخفاض مستوى الإصابة ببعض الامراض، ومنها ارتفاع ضغط الدم الذي يؤثر، و بشكل كبير على صحته، و عمل القلب من خلال عدم انتضام دخول، و خروج الدم منه، و إليه، وهذا ما يدفع الأطباء إلى توجيه النصح لمرضى هذا الداء بضرورة ممارسة التمارين الرياضية، و اليوم فقد أثبتت الدراسات الطبية أن الحركات و القفز و الضرب على الرؤوس من قبل الجمهور في مجالس الشور من أفضل العلاجات في الوقاية من مرض ارتفاع ضغط الدم حيث أن تلك الحركات، و القفز، و الضرب على الرؤوس تسهل انسيابية جريان الدم، و بشكل طبيعي فنضمن بذلك عدم الإصابة بهذا الداء الخطير، و هذا ما يعطي القلب صحة، و راحة يحتاج إليها دائماً حتى يكون عمله وفق نظام دقيق، وتلك حقاً فائدة كبيرة تعود بالنفع على الانسان، و تؤكد لنا حقيقة ما ذهبنا إليه بأن مجالس الشور هي فعلاً من مصاديق الوقاية خير من العلاج، فبالاضافة إلى ما ذكرته التقارير الطبية من فائدة كبيرة، فإننا نجد في الشور فوائد أخرى لا تقل شأناً مما ذكرناه، ففيها صفاء النفوس، و نقائها، و الاستزادة من تعاليم ديننا الحنيف، و معرفة قيمه، و مبادئه الشريفة بما يطرحه المنشد، و المسبح من كلمات، و معاني تستمد أصولها من مدرسة الإسلام المحمدي الأصيل، و من أبرز هذه القيم الرسالية نجد أن الحروف المقطعة التي يتناولها المسبحين في هذه المجالس، و طريقة انشادها الإبداعية تنبع من أسلوب القران الكريم في افتتاح بعض السور بالحروف المقطعة مثل ( الم ، الر ، ق ، طه ، يس ، ن ... الخ ) و يقيناً أن هذا الأسلوب الذي يستخدمه كتابنا المجيد أيضاً مستمد من الأصول العربية القديمة، وهذا ما يؤكد لنا عروبية أسلوب الحذف و التقطيع في الكلام بعد وجود ما يدل عليها، وقد جاء القران الكريم ليؤكد هذه الميزة العريقة للغتنا الاصيلة و تفردها بها بين اللغات الأخرى، وقد أكد ذلك المعلم الأستاذ الصرخي في معرض كلامه خلال الاستفتاء الذي صدر منه بتاريخ 15 مارس 2018 قائلاً :(( وبحسب ما هو ظاهر حال المجالس المنعقدة عادة، وهذا جائز ولا إشكال فيه لا شرعًا ولا لغة ولا بلاغة ولا أدبًا ولا أخلاقًا، وهو أسلوب لغويّ بلاغي متّبع ومعروف وتتميز به اللغة العربية ومن إبداعات البلاغة فيها، بل ومن إبداعات القرآن الكريم، وكما ذكرنا سابقًا بأن أسلوب البلاغة والبلاغة القرآنية قائمة على حذف الحرف الواحد والأحرف المتعددة؛ بل وحتى حذف الكلمة والجمل مع وجود ما يدلّ عليها من قرائن حالية أو مقالية، وكما في قوله تعالى: { وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا } والكلّ يفسّرها بأنّ المقصود منها: واسألوا أهل القرية، فتمّ حذف كلمة كاملة وهي (أهل) .)) .
بقلم // أحمد الخالدي