تنوعت أساليبُ العزاء وذكر مصائب اهل بيت النبوة(عليهم السلام) وبالأخص ما حل عليهم في طف كربلاء حيث انتهكت حرمة اقدس واشرف واعظم البشر سبط رسول الله (صلى الله عليه وآله) وما قام به دواعش ذاك الزمن حيث السلب والنهب وقطع الرؤوس والاوصال وقدومهم بالتطاول على جسد الحسين الطاهر ورضه بحوافر الخيل ولم يكتفوا بذلك بل يقدم هؤلاء القوم على سبي حرائر بيت الرسالة والتنقل بها من بلد الى اخر ووقوع كل خطب عظيم ، فلذا كان ذكر هذه المصيبة حيا ليعيش الموالي والمناصر والتابع والمحب اجواء تلك المصيبة ويعتمد ذلك على اسلوب العزاء وطريقته، فمرة بأسلوب المحاضرة وكيف المحاضر يرحل بالجموع الى طف كربلاء ليعيش تلك اللحظات المؤلمة، وآخر بالنعي، وآخر باللطم والزنجيل الى اخره، ومن هذه المجالس مجلس عزاء العشق الشور الذي له اسلوب مميز حيث يهيئ الأجواء الحزينة ويحرك مشاعر المعزين بذلك الاسلوب المميز الذي هو تقطيع الحروف ورغم المعترضين على هذا الاسلوب، الا ان البيان والتوضيح والجواز الشرعي قد ادلى به سماحة المحقق الاستاذ الصرخي الحسني حيث بين ان هذا الاسلوب هو نهج قراني والهدف منه لأغراض عقلائية وقد بينه ذلك بقوله :
(...........وعليكم السلام: الإجابة على التساؤل تحتاج إلى بعض المقدّمات، والكلام في خطوات:
اللهم اجعلنا من أهل القرآن اللهم آمين. لا يخفى على أجهل الجهّال، أنّه قد تنوّعت الاستعمالات القرآنية لظاهرة الحذف في اللغة بحيث صارت الأحرف المقطّعة أحد العناصر الرئيسة في #القرآن_الكريم، كما في الآيات المباركة: {ن}، {ق}، {ص}، {حم}، {طه}، {طس}، {يس}، {الم}، {الر}، {طسم}، {المر}، {المص}، {كهيعص}، وورد في الروايات والتفاسير أن كلّ حرف منها يدل على لفظ أو أكثر وأن كلا منها يدل على معنى أو أكثر.
الحذف ظاهرة موجودة في اللغة العربية وتعدّ أيضًا من أساليب القرآن الكريم ويراد بها في اللغة: "قَطْفُ الشَّيْء من الطَّرَف كما يُحْذَف طَرَفُ ذَنَب الشّاة"، وفي الاصطلاح، أن يَحذِف المتكلم من كلامه حرفًا أو كلمة أو جملة أو أكثر ليفيد مع الحذف معاني بلاغية، بشرط وجود قرينة ولو حالية تعين على إدراك العنصر أو العناصر المحذوفة.
وللحذف أغراض عقلائية من قبيل الحذف للترخيم كقولنا: (يا سُعَا) في ترخيم (سُعَاد،) أو الحذف للتفخيم والتعظيم كما في قوله تعالى: { وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى } والتقدير: يعلم السرّ وأخفى علمه، أو الحذف بقصد زيادة اللذَّة بسبب استنباط المعنى المحذوف كما في قوله تعالى: {وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ} أي وجعل لكم سرابيل تقيكم الحرّ والبرد، وغير ذلك من أغراض وفوائد لغوية وبلاغية................... )
فهذا البيان من سماحة المحقق الاستاذ وهذه الحجج الدامغة قد قطع الطريق على كل المشكين والمتطاولين على هذا النهج من العزاء ......
رابط الاستفتاء الخاص بعزاء الشور والبندرية الذي أجاب عنه الأستاذ المحقق المرجع السيد الصرخي لغرض الاطلاع للقارئ الكريم:
بقلم الكاتب سليم الحمداني