يبدو أن جهاز أمن الطرق يعاني خللا بنيويا فاقم من مشاكله المتبعثرة مايصعب معه ضبطه حتى لايكون خارج السيطرة ،حيث تكررت الحوادث التي دائما يكون فيها عناصر الجهاز طرفا لسبب وحيد ،وهو تراجع الوازع المهني والأخلاقي لدى هؤلاء ،كما أنا انعدام الثقة بين كبارضباطه يعتبر سببا رئيسيا شوه سمعة الجهاز الذي كانت تعول عليه الدولة الكثير وسخرت له كامل الامكانيات إلا أنه ظل عبئا ثقيلا وارضا خصبة لحصد المشاكل والطغيان عن طريق التلاعب بكرامة الانسان بالاستفزاز .
ومع أن نجاح جهاز أمن الطرق ولو نسبيا فى ضبط و تنظيم السير ، فى المدن القليلة المتواجد بها ،إلا أنه عموما يمثل تجربة فاشلة مقززة على رأي البعض، تستند للجباية الظالمة الواسعة ،لصالح جهاز الدولة الحكومي الضيق المختطف المافيوي ،على حساب مواطن ضعيف غالبا مقهور مغلوب على أمره ،و بأسلوب تعسفي غالبا لا يمت لللباقة بصلة .كما أن المغالاة فى الغرامات و التطبيق الحرفي للقانون تركة "مسقارية"تحتاج للمراجعة .فالشرطة مهما كانت نواقصها ،خدمت مخابرات الدولة و أمنها كثيرا ،رغم بعض التجاوزات ،ضمن مسيرتها و تجربتها الوطنية الطويلة المثيرة ،و هي عموما أعرف و ألطف بالمجتمع من جهاز أمن الطرق الخداج المثير ،و هو مقدمة و فاتحة حرب أهلية إن لم يبادر السيد الرئيس إلى حله جذريا و نهائيا ،لأن اصلاحه مستحيل ،حيث بني على منهجية الصلف و الجباية و الإهانة المجانية ضد الجميع .أما الشرطة فتعرف متى يطبق بعض القانون و متى يترك جانبا نهائيا . أما قطاع الدرك رغم بعض سلبياته الخفيفة ،بالمقارنة مع الأجهزة الأخرى ،فهو مثال مثير للإعجاب و الضبطية و الكفاءة و الأمانة ،و أعرف "اتبتيب" بعضهم ،لكن لكل جواد كبوة ،و رحم الله الحجاج ما أعدله
حرية ميديا