"أم قصي" واحدة من أشجع عشر نساء اخترن على مستوى العالم في عام 2018، إذ إن الخارجية الأمريكية تمنح الجائزة للنساء اللواتي أظهرن شجاعة وقيادة استثنائية، وأسهمن في تحقيق السلام والعدالة والحفاظ على "حقوق الإنسان".
جاء تكريم المرأة العراقية، لموقفها "البطولي" في حماية أكثر من 58 شاباً من "مجزرة سبايكر"، التي قتل فيها تنظيم داعش الإرهابي نحو 1700 جندي في حزيران/ يونيو 2014، خلال اجتياحهم لمحافظة صلاح الدين، حيث تمكنت أم قصي، من إخفاء الجنود الـ58، الذين هربوا من تنظيم الدولة في منزلها، وأخرجت لهم بطاقات هوية من جامعة محلية لإخفائهم عن مسلحي داعش، وهي بعملها هذا أصبحت أم العراقيين بحق، فقد أثبتت أن جميع الشباب العراقي أبنائها.
بالمقابل قامت النائبة(وتعني في اللغة العربية: المصيبة) وفي السياق السياسي(ممثلة عن الشعب في البرلمان) وحدة الجميلي بإطلاق العيارات النارية في الهواء من نافذة سيارتها، محتفلةً بأعياد رأس السنة الميلادية، والتي أعلنت وزارة الصحة في بيان رسمي لها أن عدد ضحايا هذه الإطلاقات في هذه الاحتفالات كان 77 جريحاً ومقتل طفلة، والأدهى والأمر أن النائبة وحدة الجميلي هي عضو في مجلس "حقوق الإنسان"!
وكما يقول المثل الشعبي(راد يكحلها عماها)، قامت النائبة بالاعتذار عن فعلتها، مبررة ذلك بأنه احتفاءً بزفاف ولدها لا احتفالا باعياد رأس السنة!(الله عليج؟)
كانت أهداف البعث الفاشي(وحدة، حرية، إشتراكية) فأما (وحدة) فعرفناها، وأما (حرية) فقيامها بإطلاق العيارات النارية، وأما (إشتراكية) فلا أعلم بعد ولعلكم تنبؤوني بعد حين!
بقي شئ...
أُم قصي كانت حقاً تستحق أن تنال جائزة في حقوق "الإنسان"، وبالمقابل يجب طرد النائبة من "مجلس حقوق الإنسان"، وتطبيق القانون بحقها وبصرامة.
.................................................................................................
حيدر حسين سويري
كاتب وأديب وإعلامي
عضو المركز العراقي لحرية الإعلام