شهيد القيادة الغائب الحاضر..

جمعة, 03/08/2019 - 15:22
 باسم العجري السلماوي

إنسانية الفكر المتحضر؛ بقوة الشخصية،  وحب الوطن، يصل بك بمستوى حب الدين والعقيدة، هذا الإيمان الحقيقي يجعلك تكسب رهان الشارع العراقي، ما عمل عليه ذلك المجاهد الشهيد في واحد من رجب ، كان مشروع أنساني وطني يجمع أبناء الوطن تحت خيمته، لكن يبدو لا يرضي بعض  الدول ، والذين يبحثون عن مصالحهم الشخصية، والسياسية، والدينية، هذه الحقيقة المرُة، لهذا فقدنا قادة بيدهم الحل والخلاص.

يوم حزين وانتهاك صارخ، تكميم الأفواه بدأ من ذلك اليوم، كل من يقول الحق، ويطالب بحقوق البلد ولا يجامل الاحتلال، سيكون مصيره القتل، مسلسل بدأ بقتل السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره)، لان المشروع والثوابت التي يحملها، أكبر من عقلية سياسي يريد أن يحكم العراق، أو شخصية دينية يحمل فكر المجتهد، يفتي بالحلال والحرام، بل هو منهج، يعبر عن العدالة في الحكم.

من قتل شهيد المحراب، يدرك عمق قاعدته السياسية، وما يعطي من قوة لهذا البلد، لأنه مشروع وحدة، ولديه قوة أرادة، ويتعاطى مع أي مشروع عراقي من أي طرف كان، هدفه وحدة العراق، والنهج الذي يسير عليه تخليص العراق من الظلم والاستبداد، والحكم للجميع، شعار رفعه منذ دخوله أول يوم للبلد، طريق الحكيم المتبع للمرجعية الدينية، في النجف الأشرف، مصدر قوته، التي أرعبت الأعداء، وهذا الأمر أزعج بعض الدول الإقليمية، التي لا تريد الاستقرار للعراق.

الأمر الأخر الذي سرع بقتل شهيد المحراب، هو تفكيك المشروع الذي أعده الاحتلال آنذاك، فوقفت المرجعية بقوة، ضد المنهج الأمريكي، والتي قادت مشروع بضد من سياسية الاحتلال، نادت المرجعية بصوت عالي، أن أهل العراق هم من يحكمون أنفسهم، وأهل مكة أدرى بشعابها، وتم التنسيق بين ممثل الأمم المتحدة في ذلك الوقت (سرجو دملوا) وبين المرجعية، وتصاعدت الأصوات بتشكيل هيئة أداريه تقدم الخدمات للبلد، تؤدي واجباتها لتحل محل سلطة الاحتلال، وهذا ما أغاضهما واعتبروه سحب البساط من تحت أقدامهم، وفعلا تحقق ذلك بفضل المرجعية وشهيد المحراب.

توالت الإحداث سريعا وبدأ الأمر بالإرهاب، ولم ينج من القتل، حتى ممثل الأمم المتحدة، الذي دعم المشروع، بقوة ونجح العراقيون بذلك، وأصبح الصوت الشيعي أكثر قوة، لان الرؤيا كانت واضحة عند تيار شهيد المحراب الذي دعمه بعض السياسيين، ومنهم الشهيد عز الدين سليم، الذي ذهب إلى ربه نتيجة تلاحمه مع مشروع الحكيم، فلتحق بشهيد المحراب، والقاتل واحد، التفاني من أجل المبادئ والثقة بالمشروع، والكلمة الحرة، والشجاعة، عوامل نجاح أي مشروع تقدم عليه.

في الختام؛  قتل شهيد المحراب اغتيال القيادة، والرمزية، لكنه تغلب على الأعداء، بحضور مشروعه الوطني، وبفضل المجاهدين، من أتباعه، وأن غاب الجسد الشريف.

 

 باسم العجري السلماوي

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف