في الوقت الذي تتحدث فيه عدد من وسائل الإعلام الدولية والمحلية في موريتانيا والمغرب عن وجود صراع صامت بدأ يخرج للعلن بعد تحريك المغرب وحداته العسكرية نحو المنطقة الحدودية وقيام موريتانيا بإجراء مماثل تحسبا لأي احتكاك عسكري، وصف الناطق باسم الحكومة الموريتانية تلك المعلومات بأنها مجرد شائعات وأكاذيب يروج لها البعض عبر وسائل التواصل الإجتماعي والمواقع التي لا تحظى بأي مصداقية.
هذه المعلومات التي حاول الوزير نفيها بشكل قاطع كانت محل نقاش قبل أيام قليلة تحت قبة البرلمان المغربي عندما وجه أحد نواب الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية سؤالا للوزيرة المنتدبة لدى وزارة الخارجية والتعاون المغربية لمباركة بوعيده عن مدى صحة ما أشيع حول توتر شديد في العلاقات بين البلدين إثر رفع الجيش الموريتاني علم بلاده في منطقة الگويره الحدودية.
ونفت الوزيرة المغربية هذه الأنباء بشكل قاطع متهمة جهات لم تسمها بالاستفادة من التشويش على العلاقات بين المغرب وموريتانيا.
وتحدثت بوعيده كذلك عن لقاء جمعها قبل يومين في القاهرة مع وزير الخارجية الموريتاني إسلكو ولد أحمد إزيد بيه على هامش اجتماع وزراء الخارجية العرب ووصفته بأنه كان وديا وعكس متانة العلاقات بين البلدين الجارين.
ما الذي يجري؟
ويستند حديث وسائل الإعلام عن تحركات عسكرية على الشريط الحدودي بين المغرب وموريتانيا على دوريات عسكرية يقول الجيش المغربي إنه نفذها خلال الأيام الماضية في منطقة حدودية محاذية للجانب الموريتاني تشتهر بالتجارة غير الشرعية والتهريب.
وترجح بعض المصادر أن يكون هذا التحرك العسكري تم بدون تنسيق مسبق مع المصالح الأمنية الموريتانية وهو ما أربك الجانب الموريتاني ودفعه إلى تعزيز وجود وحداته العسكرية على الأرض ووضعها تحت أهبة الاستعداد تحسبا لنتائج هذه العمليات ومن بينها التصدي للمهربين إذا حاولوا دخول الأراضي الموريتانية بطرق غير شرعية.
ودخلت جبهة البوليساريو على الخط متهمة المغرب بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار الموقع عام 1991 عبر إرساله وحدات عسكرية مقاتلة إلى داخل المنطقة الدولية المتنازع عليها بين المغرب والبوليساريو.
وتشكل مدينة لگويرة الحدودية بؤرة توتر دائم بين المغرب وموريتانيا؛ فالمدينة الخالية من السكان تحكمها موريتانيا وتتنازعها المغرب والبوليساريو وتسري أنباء من وقت لآخر عن عزم الجيش المغربي دخول المدينة ورفع العلم المغربي عليها.
فتور في العلاقات
وتعيش العلاقات المغربية الموريتانية أسوأ مراحلها منذ سنوات رغم محاولة البلدين التعتيم على ذلك، فقد سحبت نواكشوط سفيرها من الرباط قبل خمس سنوات دون تقديم توضيح للأسباب الحقيقية وراء ذلك، واكتفت الخارجية الموريتانية بالتأكيد أن هناك بعثة من الموظفين تقوم بتسيير شؤون السفارة الموريتانية في المغرب وأن ذلك لا يعني وجود توتر في العلاقات الدبلوماسية.
وتتأرجح العلاقات الموريتانية المغربية بين الموقف الموريتاني من قضية الصحراء وعلاقتها بالجزائر؛ وهما العاملان الأساسيان في توتير العلاقات بين المغرب وموريتانيا.
فقد توجه الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز خلال الفترة الماضية إلى إبداء دعمه لجبهة البوليساريو واستضاف في نواكشوط عددا من مبعوثيها بينما قامت السلطات بطرد عدد من الموظفين المغاربة كانوا يعملون في موريتانيا في خطوة اعتبر محللون مغاربة أنها تمت بتحريض من الجزائر.
وكانت القشة التي قصمت ظهر بعير العلاقات بينهما تصويت موريتانيا ضد ملتمس تقدمت به المغرب للاتحاد الأفريقي من أجل طرد جبهة البوليساريو من الاتحاد تمهيدا لعودة المغرب إلى المنظمة الأفريقية، وهو ما أحدث تأزما دبلوماسيا غير معلن أثر على تمثيل المغرب في القمة العربية بنواكشوط.
وتحافظ المصالح الأمنية والاقتصادية بين البلدين على تماسك العلاقة التي تأثرت كثيرا خلال الفترة الماضية بالاضطرابات السياسية والتوازنات الإقليمية.
وكالات