السيادة العراقية ومدخلات العقد السياسي الجديد

اثنين, 10/05/2020 - 13:04
محمد حسن الساعدي 

يتفق أستاذة الدستور على أن مصطلح الدولة ينبغي توفر فيه ثلاث مرتكزات مهمة وهي :الشعب . الأرض . النظام السياسي ، ولكن وجود هذه العناصر الثلاث لوحدها لايكفي لقيامالدولة المستقلة، لذلك فقد شدد فقهاء السياسة على ضرورة وجود عنصر مهم في اكتمالصورة الدولة .

فالسيادة تمثل أحد الأركان التي تبنى عليها نظرية الدولة في الفكر السياسي والقانوني،كما تعد من المبادئ الأساسية التي تقوّم بنيان وصرح القانون الدولي، والعلاقات الدوليةالمعاصرة، فالسيادة مفهوم قانوني- سياسي يتعلق بالدولة باعتبارها تشكل احد أهمخصائصها وشروطها الأساسية،كما أنها تعد من المحددات السياسية والقانونية للدولة . 

والسيادة بإيجاز أكثر هي امتلاك الشعب لكامل أرادته في القرارات الداخلية والعلاقاتالخارجية، والاتفاقات المستقبلية داخل إطار إقليمه الجغرافي او خارجه وذلك وفق معطياتنظامه السياسي، فتكون السيادة هي المفهوم الأبرز للقرار الإداري للشعب على أرضه وسمائهومياهه حاضراً أو مستقبلاً، لذلك ومن خلال ما تقدم فان أي خلل يصيب العناصر الثلاثة(الشعب- الإقليم- النظام ) فانه يؤثر تأثيراً بالغاً على السيادة باعتبارها المخرج لتماسكووحدة العناصر الأخرى .

السيادة الوطنية هي من أهم الموضوعات السياسية والمحورية في الدراسات السياسيةوالقانونية، وما زال موضوعها يحظى بأهمية بارزة برغم التطورات الكبيرة والجوهرية التيطالت هذا المفهوم، غير ان هذه الأركان والركائز فقدت الكثير من سطوتها وهيبتها في ظلالتطورات الكبيرة والهائلة التي عرفها العالم، خاصة بعد الحرب بالباردة وتحديداً بعد بروزظاهرة الإرهاب في العالم.

العراق يعد من الدول التي عانت من نقص في هذا المفهوم ، نتيجة ما تعرض له البلد منهيمنة أمريكية على مقدراته جعلته يعيش السطوة على قوة قراره من البيت الأبيض ، والذيما زال يحاول الوصول على الاكتفاء الذاتي في قراره السياسي ، ولكن مع كل المحاولات التيقام أو يقوم بها الساسة في العراق وجهود في إعادة السيادة العراقية ، إلا أنها دائماً ترتطمبمفهوم آخر ألا وهو التهديد الأمني والذي تستخدمه القوى الغربية كسلاح ضد العراق عندالمطالبة بأي سيادة على أرضه ومقدراته، لذلك يبقى على القوى السياسية الوقوف وقفة جادةمع هذا الملف الحساس والخطير ، والجلوس مع الفريق الخصم(الأمريكان) وتحديد ظروفتواجده على الأرض العراقية ومددها الزمنية ، وبما يحقق الاستقلالية في القرار السياسيللبلاد ، إلى جانب إيجاد الأرضية المناسبة في العلاقات الخارجية مع الدول الإقليميةوالدولية وبما يحقق قرار سيادي للحكومة العراقية أينما كانت .

 محمد حسن الساعدي

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف