قناعة فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، بضرورة إشراك الجميع في الرأي والاستفادة من جميع الخبرات، جعله يتعهد في برنامجه الانتخابي بالانفتاح على جميع الطيف السياسي، وقد جسد ذلك على أرض الواقع منذ انتخابه رئيسا للجمهورية، حيث فعَّل دور مؤسسة المعارضة؛ بإعطائها الوسائل اللازمة لمباشرة أعمالها، كما استمع في القصر الرئاسي إلى كل الزعامات المعارضة والشخصيات المستقلة، كما حرص على حضور الجميع لكل التظاهرات الوطنية، وبتوجيهات منه فتحت أحزاب الموالاة أبوابها لكل الزعامات السياسية، ودخلت مع الطيف المعارض في مشاورات أفضت في بعض الأحيان إلى تشكيل لجان عمل مشتركة وفرقا برلمانية متخصصة، كل ذلك في جو من السكينة والوقار وتبادل الآراء بأريحية وسعة صدر.
هذا الانفتاح والتشاور الذي بدأ منذ اللحظات الأولى لتسلم فخامة رئيس الجمهورية كرسي الرئاسة لايزال مستمرا إلى اليوم، وقد انعكست آثاره الإيجابية ولاتزال تنعكس على الحياة السياسية والاجتماعية للبلد، رغم الظروف الصعبة التي ميزت هذه الفترة.
لكن الغريب هو أن هذا التشاور الممتد زمنيا والمفيد نتائجا والمناسب تكلفة، يفضل عليه بعض" الإخوان" حوارا مرتفع التكلفة محدود الزمن، وغير مضمون النتائج؛ خاصة عندما يوصي المشاركون فيه بما يتعارض مع برنامج فخامة رئيس الجمهورية!
ومن هنا كنت أتوقع من مثل "هؤلاء" ترشيدا للموارد وكسبا للوقت اقتراحا أقل تكلفة وأجدى نفعا، من التشاور الحاصل الآن؛ بله الحوار، وهو أن يرسل كل طيف أو حزب سياسي مقترحاته مكتوبة ومختومة للديوان، للاستفادة منها وتنفيذ مالا يتنافى مع البرنامج الذي انتخب الرئيس عليه.
حفظ الله بلادنا من كل مكروه وزادها رفعة وأمنا ونماء.
الديماني ولد محمد يحي.