اكتفى بكلمة قصيرة مُودعا طلابه الذين احبهُم كأبنائه . لأنهُ فقد اولاده في قصف همجي بالصواريخ وشغل وقته لأجل هؤلاء فكان صديقا وابا واخا لهُم .ثم وقف في القاعة تخنقه العبرات وتتسابق دموعه مع الكلمات وقال :
احبتي لم اشعر انكم طلابي . بل عائلتي واولادي وحملت همومكم ولهذا كنت اتدخل في خصوصياتكم وانا اعلم ان الم فراقكم سيتعب روحي فقد استمرت مسيرتي بالحياة بكم . اخوتي الاحبة المدرسين : لقد تخرج من مدرستنا هذه بفضل الله خيرة الشباب الذين اصبح منهم الضابط في الجيش او الشرطة او الطبيب والمُهندس والصيدلي وحتى الرياضي لأننا احتوينا أحلامهم وساعدناهم على تحقيقها وانا حتى الان اذكر ذلك الصبي الهادي ذا الطلة البهية والصوت الرخيم كيف اصبح مذيعا لنشرات الاخبار في القناة الرئيسية والاخر الذي فقد اهله في الحرب وربته جدته ومنحته الحُب والاهتمام . يا اخوتي مرت أعوام ضيعتُ حساب الايام بها لكن كنت احسب نجاحاتنا معا .
سقط القلم من يده ومات حُزنا وكمدا . هكذا وجدوه وهو يُحضر لخطاب الوداع الذي سيلقيه بمُناسبة احالته على التقاعد فلم يحتمل قلبه الفراق مرتين .
ولاء العاني