دموع التي نراها في عيون الكثيرين من سياسيي اليوم هي ليست حقيقة ولا صادقة ، انما هي كاذبة وتشبه دموع التماسيح بكل ما تحمل الكلمة من معنى .
مع قرب الانتخابات النيابية القادمة بدأت حملات الدعائية الانتخابية المبكرة من حيث الاعلان الرسمي عن تشكيل بعض التحالفات العابرة الطائفية او من الكفاءات (تكنر قراط ) او تحت عناوين ومسميات اخرى ، وبذات الزيارات الى بعض المحافظات ، والالتقاء بشيوخها ووجهائها ، وما يخزن القلب منهم حفاوة الاستقبال لقادة حققوا للعراق واهله ما لم يحققه احد لهم في البناء والتطور والتقدم ، والبلد يعاني الامرين ، لكن العكس هو الصحيح .
لو رجعنا الى الوراء ، وخصوصا مع بدء اول انتخابات ، بدأت حلقات من مسلسل اشبة بالأفلام الهندية , ففي الافلام الهندية كانت دائما البطل يموت في النهاية ، لكن في مسلسلنا يختلف الحال الشعب يموت ، والاخر ينتصر ويعزز من قوته ونفوذه .
كل شعار لكل مرحلة من مراحل الانتخابات حمل في طياته معاناة شعب دجلة والفرات ، وكانه الدواء او العلاج لشعبنا يعاني من كثرة الامراض المزمنة ، و التي جاءت وتفاقمت بسبب سياسية المصلح او رجل المرحلة ، فكانت النتيجة مؤلمة للغاية ، والدواء تبين منتهي الصلاحية ( اكسباير) .
اجمل في خطابات او تصريحات التي نسمعها منذ انتخابا تنا الاولى تهز الوجدان ، وتكون لسان حال الشعب ، باننا نعاني من سوء الخدمات وتردي الاوضاع العامة بمختلف الجوانب والنواحي ، لتكون الواقع مراه حقيقة لتلك الخطابات الرنانة ، والوعود المزيفة ، وتكشفهم على حقيقتهم ، بانهم طالبين للسلطة وملذاتها ، والشعب وهمومه ليست في حساباتهم مطلقا .
ما اشبة الامس باليوم ليتكرر المشهد نفسه ، ونرى دموع التماسيح على عيون الكثيرين منهم على الشعب العراقي الجريج ، وهم احد الاسباب الاساسية في دمره وقتله ، لكن المؤلم في الموضوع ليسوا هم ، بل من يصفق ويهلل مقابل حفنة من المال او شي اخر ، وهو يرى شعبه محروم من اقل شيء من الخدمات، وهي نعمة الكهرباء ، والقائمة تطول وتطول .
هذه الدموع لن تمرر بعد على معظم الشعب ، لأنه يعرف من انتم ، ولا نحتاج الى دموعكم بعد اليوم ، بل لترككم السلطة نهائيا، وجعل الدفة بيد اهل الخبرة والكفاءة .
ماهر ضياء محيي الدين