الحوار وبناء المنظومة الفكرية العراقية

ثلاثاء, 05/04/2021 - 09:36

آلية  تكوين الفكر الثقافي عند الفرد العراقي، تغيرت منذ عام ٢٠٠٣، فبعد ان كان مجرد متلقي للمعلومات الثقافية والأجتماعية والسياسية، والتي كانت السلطة ترغب بمرورها بما يقتضي مصالحتها، انتقل المواطن من حال الواجب الملقى علية الى مبدأ المسؤولية، وهذه نقلة في حراك مجتمعي بعد مرور سنوات ما بعد سقوط  نظام صدام.. 

بحكم توفر وسائل التواصل الأجتماعي، وكثرة السفر والأطلاع على ثقافات البلدان الأخرى، حصل ما يشبه الصدمة في عقل المجتمع، ورغبة بأن يكون العراق متماشيا ثقافياً، مع الأمم والبلدان الأخرى، حيث ان عملية التواصل والكسب الثقافي تتم من خلال، الملاحظة الاجتماعية والتواصل الأجتماعي وأداة التواصل الثقافات هو الحوار ، فصار الحوار هو الأداة المهمة، في بناء الثقافات وعلى مر العصور والأديان، وكان له دور على مستوى الأنبياء والمرسلين والأئمة الأطهار.

المراقب للوضع العراقي سيجد أن المجتمع، ربما يرى في الحوار  ضعفا وتنازلا وليس فكراًوتواصلاً.. حيث عمد المجتمع العراقي على مر عصور على تعنيف الأختلاف، حتى ان عملية الأقصاء لم تكُن وليدة الحدث السياسي القائم، انما  نتيجة تراتبية أجتماعية، ساهمت عدة عادات وتقاليد عشائرية على تكوينها، مما ساهم في عملية تراجع فكرية.

تراكم طرح الأفكار سواء المختلفة او المتوافقة، يولد نوعا من القابلية للتفكير وتنشيط العقل، ومن ثم الحصول على نتيجة علمية ناتجة عن تلاقح للأفكار، فأن التعبير عن الأفكار يكون بالحوار، على ان تكون ضمن الأطار العقلي والمنطقي.

 يجب ان يكون المجتمع والمنظومة الفكرية الأجتماعية العراقية، مؤمنة بلغة الحوار وبعدها الطبقة السياسية الذي هي نتاج لأفكار المجتمع، حيث ان التعددية من سمات الخالق، فقد بعث الخالق اكثر من نبي ورسالة مختلفة فلأختلاف ليس كفراً.. 

نلاحظ ما يحصل في المجتمع من قتل وتعنيف، حتى على مستوى الأسرة الواحدة، ومن ثم المجتمع ومن ثم الطبقة السياسية ،فهل من المنطقي أن نطلب الحوار من طبقة هي ناتجة من بيئة أجتماعية  أقصائية ، وكيف نطلب تطبيق فكرة الحوار و هي في اصل انبثاقها من المجتمع اللاحواري؟!

عندما يتقبل المجتمع فكرة الحوار، كأداة ووسيلة للوصول الى تفاهم مشترك ولو في حدوده الدنيا، عندها يمكننا ان نتوقع حصول انفراج وستظهر لمحة ضوء في نفق وضعنا المظلم.

محمد مهدي الشكري

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف