"الطائفية في العراق لم تكن طائفية مجتمعية انما طائفية سياسية عمل البعض على توظيفها والاعتياش عليها ." السيد عمار الحكيم , رئيس تحالف عراقيون, وزعيم تيار الحكمة الوطني العراقي.
مَرَ العراق منذ خلاصه عام 2003, من نظام يُعَدُّ الأكثر دموية وطغيانا, في تأريخه الحديث, فقد حكم 35 عاماً, أذاق الشعب العراقي, شتى أنواع الظلم, وكأنه جمع تأريخ من سبقوه, من الحكام الطغاة.
لم ينل العراقيون الحرية المطلوبة, فقد دخل في نفق الاحتلال الأمريكي, الذي كان كسابقه عام 1917, عند دخول القوات البريطانية, بحجة تحرير الشعب العراقي, من الاحتلال العثماني, ليتصدى بعض الساسة, الذين لاقوا الدعم من المرجعية العليا, بالإسراع في تكوين حكومة انتقالية, وكتابة دستور دائم, وتم وضع اللبنات الأولى, لنوع الحكم في العراق الحديث.
أثناء تلك الحقبة الانتقالية, تعرض العراق لمعوقات عدة, فقد ظهر تنظيم القاعدة الإرهابي, الذي كان خامداً لاتفاقه, مع نظام البعث المجرم, بالتعاون مع قوى خارجية, ليوقظ الفتنة الطائفية, التي كانت نائمة, وراح ذلك التنظيم, يقتل العراقيين على الهوية المذهبية, ويسيطر على المناطق التي أصبحت, ملاذا آمنا له وتنفيذ أجندته.
التقسيم من التحديات الأخرى, التي واجهت النظام العراقي الجديد, فقد سعى بعض الساسة ضمن أجندات خارجية, تقسيم العراق لولا الدستور, الذي جاء في الباب الأول منه المادة الأولى" جمهورية العراق دولة اتحادية واحدة مستقلة ذات سيادة كاملة، نظام الحكم فيها جمهوري نيابي (برلماني) ديمقراطي, وهذا الدستور ضامن لوحدة العراق."
الاستبداد والتمسك بالسلطة والعودة للدكتاتورية, من التحديات التي كادت الإطاحة بالنظام الديمقراطي, لولا جهود الخيرين من الساسة, ليتم تحديد الولاية بدورتين, لكسر تلك النزعة السلطوية, مع الاحتفاظ بحكم الأغلبية البرلمانية, وعدم خلق الشخصنة للقائد الأوحد, التي كان ينتهجها نظام البعث.
النظام السياسي والحفاظ عليه, من التحديات الكبيرة, والذي استطاع العراقيون المحافظة عليه, رغم محاولات حرفه عن مساره, من قبل ساسة البناء, في العراق الجديد وترسيخ الديمقراطية؛ ومع انتصار الشعب العراقي, على التحديات السابقة, إلا ان هناك تحديات أخرى, يجب على العراقيون التفكير بكبحها, والانتصار عليها في المرحلة القادمة.
" بعد تسلق تله كبيرة, يجد المرء العديد من التلال الأخرى, يجب صعودها" نيلسون ما نديلا رئيس جنوب أفريقيا 1994-1999.
سلام محمد العامري