أصبح من المسلمات أن السياسة لوحدها، لايمكن أن تقدم شيئاً في مسيرة أي خلاف بين الدول، وأن منطق عرض العضلات يجدي نفعاً أكثر.. فهو تجربة وجس نبض للعدو نفسه.
لذلك عمدت الفصائل الفلسطينية الى تغيير المعادلة، من خلال تغيير خيوط اللعبة، وهي تعلم بأنها والشعب الفلسطيني ستكون الضحية في هذه المواجهة، وسواءً واجهت الفصائل الفلسطينية أم لم تواجه فهي مستهدفة من الكيان الصهيوني، والذي يعمد الى حرب الاستنزاف، من أجل تنفيذ مخطط تهويد القدس، وتقويض حركة السلطة الفلسطينية على اراضيها، ومحاصرة الفصائل الفلسطينية وضرب قيادتها..
المقاومة كانت أسرع في تنفيذ خطة(الصواريخ) والتي جاءت مفاجأة بكل المقاييس، وهي تعطي درساً مهماً في التعامل في هذه المواجهة غير المتكافئة .
الكيان الصهيوني يشهد أزمة كبيرة وعميقة، خصوصاً بعد إتفاق الاغلبية على الاطاحة برئيس الكيان الاسرائيلي بنيامين ناتنياهو، وهو ما حصل فبات خارج اللعبة، وهذا الامر فتح الباب للتحذير من فترة اضطراب سياسي، قد تؤثر بشكل كبير على الاستقرار الداخلي للكيان الصهيوني، وسيعمد نتنياهو الى قيادة الليكود بعنوان المعارضة، ودخول رئيس حكومة جديد تشوبه الكثير من الشبهات والغموض..
بالمجمل فان السياسية الاسرائيلية لا تختلف كثيراً عن سابقتها، فالعقلية الاسرائيلية هي نفسها، ولن تتغير تجاه القضايا العربية، والدولة الفلسطينة، والتي تسعى الى توسعة نفوذها واستيطانها على حساب الشعب الفلسطيني المرتهن .
يبدو ومن خلال التقارير الخبرية والتحليلات، أن نتانياهو في طريقه للاندثار السياسي، خصوصاً مع تصاعد المطالب بملاحقته قانونياً على خلفية قضايا شبهات وفساد، واصبح من المسلّم أنه خارج اللعبة السياسية، ومع كل عمليات القتل لتي مارسها ضد الشعب الفلسطيني في محاولة منه لزيادة رصيده الشعبي والانتخابي، الا انها فشلت تماماً، وأمسى نتنياهو يقود المعارضة بدل ان يكون على رأس حكومة جديدة، بعد أكثر من ١٢ عام من سرقته للقرار السياسي في تل ابيب .
السياسات الفاشلة والتوسعية، التي استخدمها نتنياهو عبر ١٢ عام في ادارة الحكومة الاسرائيلية، فأمست اسرائيل عاجزة عن تشكيل حكومة يقودها هو، ويبدو من المستبعد أن يتمكن مرة أخرى من تشكيل حكومة، وربما من المستبعد ان يتمكن نفتالي ويائير من الاستمرار في حكومة التقارب، والتي فشل فيها نتنياهو وغانتس، وبالتالي فأن الاسرائيليين عالقون في عنق الزجاجة ويبدو ان المخرج بات صعباً امامهم.
محمد حسن الساعدي