جاءَتْ هذهِ التَسميَة مِنَ القهَر الذي يُصيب شعبنا . ولان السياسيون الان هُم الوَباء فأصبحت ( قَهرباء )
ان التاريخ مَليء بالمعارك التي اندلعت لأسباب غَريبة كما حصل في حرب المُعَجنات عام 1828م و ( حرب الأرز ) بعد المجاعة التي ضربت فيتنام عام 1945م وحرب السُكَّر والتوابل التي تسببت في ثورة ضد بريطانيا في القرن الثامن عشر وحرب الملح عام 1482م بين إركولي الأول ديستي دوق فيرارا والقوات البابوية وحادثة المروحة عام 1827م التي كانت الذريعة لحصار الجزائر ثم احتلالها . وفي عهد الخديوي توفيق في الاسكندرية حصلت حادثة عُرَفت بإسم واقعة ( المَكاري والمالطي ) عام 1882م ادت الى مقتل 238 منهم 75 من الأوربيين و163 من المصريين اتخذتها بريطانيا ذريعة لإحتلال مصر بحجة حماية رعاياها والأجانب .
والحقيقة هي انني كلما أثيرت مشكلة الكهرباء تذكرتُ قصة كمون مع استاذه عندما قال له : سأصنعُ سُمّاً أسقيكَ منه ثم تسقيني لنرى أيُّنا أبرَعَ ؟ وما كان من الحكيم إلاّ الموافقة . تناولهُ بعد ان جهز نفسه لهذا الأمر بطريقة ذكية فنجى وحين جاء الوقت على تلميذه الذي أخذ ينتظر يوم . يومين . إسبوع . إسبوعين !! . ولقمان مُعتكفٌ في بيته ومشغولٌ بأموره المٌعتادة ! بلغَ الإنتظار قرابة الشهر وهو يتلظَّى على نار مُحرقة فاضطر الى الذهاب اليه قائلاً متى تسقيني السُم ؟ أجابه بكل برود عندما يكتمل تجهيزهُ فلا تتعجل ! وعاد ينتظر كما تفعل عصابة المنطقة السوداء فينا بالضبط وبكل هدوء منذ 2003م . مكث فترة ثم ذهب وطرق الباب مُتسائلا والخوف يملأ جسده المُهترئ متى تسقيني السُم ؟
أجابه : أسقيك ياكمّون لا تتعجل ! وهزّ رأسه إيجاباً ...
كما قال الدجالين : ان العراق قريباً سيُصبحُ جنة ويعمُ الرخاء والهَناء والسعادة . وهكذا بقيَّ كمّون وبقينا معه على هذه الحالة حتى مات ونحنُ مثله نهلك من الخوف والرعب والترقّب والتفكير بالخلطة التي سيصنعها له ... لكنه مات دون ان يشرب شيء . قتله الهم والنكد والانتظار كما نموت نحن حزناً وألماً وظلماً مُضافاً إليها مأساة الحرارة صيفاً . لهذا أعتقد والله أعلم أن الثورة القادمة هي ( ثورة القهرباء ) التي ستجعل من اعمدتها مُستقرا لجثثهم والجميع شاهدَ على استهتار الشهرستاني الذي خرج على الفَضائيات وصرَّح انهُم سيُصدرونها في 2013 ... وكلما سالتهم يقولون ان امريكا لا تقبل وان الجنرال كيسي ابلغنا في اجتماع علني ألا تصلحوا الكهرباء . طيب هذا يعني انكم عبيدا لهم وتعملون حسب اوامرهم ؟ إذا كيف تدعون انكم حكومة وطنية تقود بلدا لديه سيادة وانكم احرار ؟ وصدعتم رؤوسنا ( بالمئاومة ) ما مشكلة الزراعة والمياه والثروة السمكية ومشاريع الصناعة والمدراس والجامعات والتراجع الاخلاقي والعلمي والثقافي والصحي . هل هي امريكا ايضا ؟
والسؤال الاهم الان هو من المُستفيد على ارض الواقع من وضع الكهرباء هكذا وكل ما يجري ؟
الحقيقة هي ايران . طيب هل ان امريكا وايران متفقون على ما يحصل ام ان الولايات المتحدة تنفذ مُخططات الفرس ؟ من الواضح اننا صرنا مثل كرة الطائرة . احدهم يصدها والاخر يرفعها ثم تأتي الضربة القاضية على الراس او ما تسمى ( الكبسة ) التي ضيعت الداس ياعباس وصدق من قال :
أواعدَك بالوَعَد واسگيك ياكَمّون ...
محمود الجاف