تونِس والسياسة العانِس

خميس, 08/12/2021 - 16:28

 

ما وقع في تونس سبقه تخطيط لشهور خلف الكواليس ، تجمَّع خلال نفس المدة ما يُنجِح تنفيذه على مراحل وبكل المقاييس ، أولى تلك المراحل لا تتعدى الثلاثين يوماً يُطلَقُ عليها مرحلة قاعدة التّأسيس ، يتم فيها ترسيخ دواليب الحكم وإبعاد كل إبليس ، مهيّأ ملفّه بعناية مخابراتية تتضمَّن ما أنتجه من دسائس ، لحصد مغانم بنية التكديس ، ليوم لا مكان فيه لأي مُفلس ، داخل لوبيات اخطبوط أحد أذرعه مقره الحالي قي باريس ، التخطيط رباعي المصدر أما التنفيذ أضاف للعدد  الطرف الخامس ، عربي السمات للتخلُّص من بقايا تركة الإخوان متحمِّس ، طبعاً القيادة ممنوحة لنفس الرئيس ، لإبعاد مُسبقاً أطماع الظانين (حتى الساعة) قدرتهم على فرض المتاريس ، ليتحوّل الهدوء المُلفت للنظر إلى تكريس ، فتنة ظلّت نائمة منتظرة إشارة مسؤول حزب تقهقر خلف وضع يائس ، مَن تُرِك في الهواء الطّلق مصدوماً بلا أنيس ، غير حاكم دولة في الخليج يفاوض على إخراجه من مصير تعيس ، صوب أي دورٍ يلعبه كالأَفْرَسِ الفارس ، حفاظاً على دم الوجه متمتعاً بلقب الرائد حيال أصدقاء نضال الأمس .

تأخَّر مَن تأخَّر في نشر سيطرته الكلية على تونس مؤسسات عمومية ومختلف مكونات الشعب ، اعتقاداً أن رئاسة البرلمان وسيلة متقدِّمة لضبط أهداف على فترة زمنية معيَّنة ، ينهار خلالها ممَّا يجعل تونس معرَّضة لقبول اقتحام مناهج ،  تخدم قِوَى تنطلق من الخليج
، المكوّنة على مواعيد متلاحقة للالتحام في حلف جديد تقوده إيران بتوافق مرحليّ مع تركيا ، لإيقاف مستجدات السياسة الأمريكية الصاعدة لمستويات غير مسبوقة ، تجعل إسرائيل وحلفائها الجدد وإفريقيا بجل دولها
، خلفية ممارسة ضامنة لتوسع النهج الأمريكي المؤسَّس على المزيد من التفوُّق والرفاهية والتدخُّل المباشر لمواجهة المد الصيني  في الدرجة الأولى، ثم الطموح السوفيتي في الدرجة الثانية ، ومن هنا يتَّضح أن الصراع المستقبلي المنطلق حاليا من تونس ، أكبر من حصره في تشتيت تجمعات الإخوان المسلمين من
أي موقع جغرافي عَبر الاتجاهات الأربع ، وإنما لتكريس إبعاد متمّمي ميزان هيمنة البعض في الشرق بغطاء ديني على ما يعتبره الغرب خط أحمر بحراسة غير مباشرة للولايات المتحدة الأمريكية.  

مصطفى منيغ

سفير السلام العالمي

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف