يوم عاشوراء لم يكون مثل بقيت الايام في كل شيء ، بل كان يوم انتصر الحق على الباطل ، وانتصر الكلمة على السيف رغم فارق الظروف العامة .
ماذا تعلمنا من الحسين ؟
الكل يعرف قضية الامام الحسين (ع) يوم الطف ، ويبكي ويحزن ويلبس السواد ،و في كل يوم تقريبا، وخصوصا في شهر حرام نقيم المجالس الحسينية ، لكي نستذكر تلك الفاجعة المؤلمة على ال محمد ومحبيهم ، لكن اعتقد اننا ما زالنا لم نتعلم من عاشوراء الا الشي البسيط او نقتصر في تعلمنا على البكاء او الحزن ، لكن الامام لم يكن يريد هذا الامر ابدا ، بل اراد التغيير او الاصلاح في امة محمد ، وقدم تلك العطايا من اجل دين محمد ، ليبقى يوم عاشوراء خالد مدى الدهر ، ويأخذ الاحرار من ذلك اليوم العبر والدروس في محاربة الطغاة واصلاح الامة .
نعيش منذ سنوات طويلة في حال يرث له في مختلف الجوانب والنواحي ، من الفقر والعوز والجهل ، بسبب من حكمنا سابقا ، ومن يحكم اليوم سخروا معظم موارد الدولة في سياسيات طائشة ، وما يخدم مصالحها الشخصية ، ليعم الخراب والدمار والقتل في بلد يعج بالخيرات والثروات من جانب ، وبالخبرات والكفاءات في جانب اخر ، والسبب كما قلنا بنسبة كبيرة من يحكمنا ، ومن يقف ورائهم ، لكن الشعب لم يحق كلمته الفصل حتى يومنا هذا .
قد يقول قائل ان ارادة الشعب في اختيار قادته لم تكون متاحة في اغلب الاوقات من قيام الدولة العراقية ، بل كانت عن طريق اولا التدخل الخارجي الذي مازال حاضر وفعالا في معظم الفترات السابقة والحالية ، وعن طرق الاغتيال او الانقلاب ، ولم يختلف الحال كثيرا ما بعد 2003 من حيث تغيير حال الشعب ، بل ازدادت الامر سوء في الكثير من القضايا’.
اذا اراد الشعب الحياة اليوم ، علينا ان نتعلم من سيد الشهداء كيف اختار طريقه في تغير حال الامة ، وكيف تجاوز كل المراحل الصعبة في ثورته الخالدة ، لكي ينعم بحياة سعيدة ، وغد مشرق .
ماهر ضياء محيي الدين