نظرية متكاملة الأركان وخارطة طريق وفلسفة حياة في القيم والسياسة والإقتصاد والفكر والأخلاق والدين والحرب والسلم والنضال والمقاومة ..
سورية جزء من عالم هائج تتصارع أقطابه، والصراع لن يهدأ حتى يحسم طرف النتائج لصالحه أو يحصل توازن قوى، وحتى ذلك الوقت ؛ عالمنا غابة
خراب القيم .. أكبر وأهم وأعمق أسباب أزمة الوطن .. الحرب كشفته ولم تسببه ..
قدرات الشعب السوري لم تأت من فراغ أو عدم ، بل من ثوابت ومسلماتٍ وبديهياتٍ متفق عليها شعبياً ، فوجودها يوحد الآراء والأحكام وغيابها يشتتها ويجعلها خاضعة للأهواء
قدر سورية منْح التاريخ ملاحم يقرأ صفحاتها من يريد التزود بدروس الشرف والعزة والكرامة والحرية
القيم أساس انتماء الإنسان للدين والوطن،وللقومية، ، وأساس التوازن النفسي الطبيعي
هدف الحروب الحديثة؛ إحتلال الإنسان قبل الأرض، فمن يهزم الإنسان يربح الحرب
ينتصر العدو ، عندما تقتنع الغالبية بأن المقاومة كذبة وقوتها وهم وردعها خيال ووجودها عبء ، وأن ازدهار الوطن في انبطاحه،وأن استقلاله في استقلاله عن نفسه
العروبة بمعناها وبمضمونها الحضاري الجامع تزداد غنى بازدياد أطيافها
عروبة سورية لا يعني أن كل من فيها عربي ولا تعني العروبة إلغاء أي مكون آخر ، بل إن غياب أي مكون يقلل من قيمة العروبة ويضعفها وينقص من قيمتها
التنوع غنى لمن يقدره وبلاء لمن لا يستحقه، فكلنا على حق عندما نحترم الآخرين ، وكلنا على خطأ عندما تعتقد كل مجموعة أنها صائبة وغيرها مخطئ
تحول الذين "هُجّروا وخطط لهم أن يكونوا ورقة ضد وطنهم ، إلى رصيد له في الخارج يقدمون أنفسهم له أوقات الحاجة
سياسة التحرير على مراحل حققت نتائج مرضية في مناطق وأخفقت في أخرى
كان البعض حسنو النيات لكنهم فقدوا البوصلات والمسلمات والمرجعيات فتاهوا ، وسهل اختراقهم فكرياً والسيطرة عليهم نفسياً فتشتت أفكارهم وتاهت وانحرفت مساراتهم
دون معرفة سبب المشكلة وسبب الصمود لا نستطيع الإنطلاق باتجاه المستقبل بطمأنينة .. ولا نكون قد تعلمنا الدرس جيداً للإنطلاق نحو المستقبل
المسلمات عديدة في خدمة المسلمة الرئيسة الأكبر التي هي الوطن
نهزم عندما نجعل العروبة مرادفة للخيانة،وعند الإعتقاد أنها اختراع إنساني كأي رواية
ينبغي دعم المقاومة سلمية ومسلحة ، على إمتداد تراب الوطن بمواجهة المحتل والإرهاب
على من غرر بهم وراهنوا على سقوط وطنهم وانهيار الدولة ..العودة إلى حضن الوطن .. فقد سقطت الرهانات الخاسرة
الحرية ليست عند غربي مارس أجداده تجارة الرقيق وأحفاده التمييز العنصري ولا عند عثماني دمر أجداده منطقة بأكملها فطهروا عرقياً وميزوا إثنياً
الحل الناجز للنزاع في سورية يكون بالتحرير الكامل ؛ وفي انسحاب قوات الاحتلال الأجنبية واستئصال الإرهاب واستعادة ما تبقى من أراض تحت سيطرة المحتل التركي والأمريكي ، باعتبارها مهمة رئيسة
عنوان المرحلة القادمة؛ زيادة الإنتاج، وفتح الأبواب بشكل أوسع للاستثمار ، وتطويع القوانين والإجراءات الإدارية ومحاربة الفساد وأتمتة المؤسسات
أتمتة الخدمات وتقديمها إلكترونياً وإطلاق خدمة الدفع الإلكتروني ، تعتبر أساس الشفافية ومانعة للفساد والهدر وتحقيقاً للعدالة وتكافؤ الفرص
محمد شريف الجيوسي
جاء خطاب القسم الدستوري للرئيس العربي السوري الدكتور بشار الأسد ، أهم وأكثر تفصيلا من مجرد خطاب يلي القسم .. كان نظرية متكاملة الأركان وخارطة طريق وفلسفة حياة في القيم والسياسة والإقتصاد والنضال والفكر والأخلاق والدين والحرب والسلم والنضال والمقاومة ، وشمل تحليلا لعقد خلا ونيف من التآمر على الدولة الوطنية السورية وفهماً للواقع الراهن ، واستبصاراً وإستشرافاً للمستقبل .
لم يترك الرئيس الأسد مجالا لثغرة ، يؤتى منها ، ففي تحليل السنوات ألـ 10 السابقات ، كان واضحا غير تبريري ،
وأبدع في ملاحظة الخيوط الشَّعرية بين العمالة والمعارضة، بين الثورة والإرهاب، بين الخيانة والوطنية، بين إصلاح الداخل وتسليم الوطن للخارج، بين النزاع والعدوان، بين الحرب الأهلية والحرب الوجودية دفاعا عن الوطن. .موضحاً أنه من خلال الوعي الشعبي نميز بين المصطلحات الحقيقية والوهمية ، بين العمالة والمعارضة بين الثورة والإرهاب بين الخيانة والوطنية.
إستحدم الرئيس السوري الدكتور بشأر الأسد ، مصطلحات وتعبيرات غير مطروقة في الخطاب السياسي السوري ، حيث لم يتعامل مع ما حيك ضد سورية ؛ باعتباره فحسب مؤامرة ، بل أيضاً باعتباره ًنزاعاً ، من أهم أسباب حدوثه غياب القيم، محذرا من أن أي مجتمع لا يكرس القيم ويحترمها لا يمكن أن يكون مجتمعا مستقرا ومزدهرا.
لقد إستخدم الأسد مصطلحات ومفاهيم ومفردات ذات مغازٍ عميقة مثل القيم ـ المرجعية ـ الإنتماء ، النزاع ـ الولاء ـ البوصلة ـ الوطن ـ المقاومة ـ العروبة ـ التنوع ـ الحضارة ـ الإندماج الحضاري ـ المسلمات ـ المسلمة الرئيسة ـ مزايا ـ التمايز ـ المعيار ـ التحرير ـ الحرية ـ حضن الوطن ـ الإنتاج ـ التشريعات ـ الأتمتة ـ محاربة الفساد ـخراب القيم ـ إحتلال الإنسان ـ النأي بالنفس ـ إنقلاب المفاهيم ـ إنتصار العدو ـ أسباب الأزمة ـ أسباب الإنتصار ـ الإرهاب والإرهابيين ـ العثماني ـ الأمريكي ـ أزمة الليرة السورية ـ الحصار الإقتصادي ـ الإرادة ـ القدرة على تجاوز الحصار ـ التحرير على مراحل ـ إستكمال التحرير والتغلب على الحصار ـ حرب المصطلحات الخ
ويعكس هذا الطرح للأسد ؛ وقفة مراجعة تحليلية عميقة ناقدة وشجاعة ، لذلك رأيناه يستفيض في تحليل المرحلة السابقة، بأوجهها كافة: لمذا حدث هذا ، ولماذا تحقق الصمود وكيف تم إحباط المؤامرة .. مع ملاحظة أن هذا الموقف نادراً ما يُتبع ، فإما جلداً وتقريعا للذات وتعنيفاً ، وإما مبالغة في مديحها وتعظيم الإنجازات والمكاسب والإنتصارات .
لكن الرئيس الأسد كان متوازنا فعرض لكلا وجهي الصورة ، أو زاويتي النظر إلى الحقيقة ، فبدون فهم دقيق لما حدث، وما يترتب عليه ، نكون قد إنتقلنا زمانيا فقط ، دون أدنى إستفادة من دروس ما حصل .
يؤكد الأسد أن فهم مرحلة الحرب تساعد على عدم الوقوع في ظروفها ، دون ذلك سيأتي يوم تنفجر فيه المشاكل مجدداً وقد تراكمت ، بشكل أسوأ وأكثر تدميراً، بمعنى آخر، أكثر واقعيةً ، مؤكداً أنه لا يمكن حل مشكلة دون تحليلها وفهم أسبابها ومراحلها ، وفهم المجتمع ؛ الذي غابت عنه المسلمات فضعفت رؤياه وفقد توازنه.
ويرسخ الأسد قناعة بأن هذه الحرب أثبتت مزايا الشعب السوري ، بأنه شعب لا يدجّن وعيه ولا تنسخ هويته ولا ينسف انتماؤه، غني بتنوعه متجانس بقوامه ، متنوع بأفكاره وتوجهاته متماسك ببنيانه، رفيق بخصومه ، لكنه عنيد بوطنيته، متحد بعنفوانه شرس بالدفاع عن كرامته.. فالشعوب العريقة تحيا في الواقع الحي لا الافتراضي، فلا تبرمجها حواسيب الدجل ولا تمحي ذاكرتها فيروسات الخداع ولا تُسقطها فخاخ الاستسلام المجاني.
لكن رغم مزايا الشعب السوري هذه ، يلفت الأسد الإنتباه إلى سورية جزء من عالم هائج تتصارع أقطابه، والصراع لن يهدأ حتى يحسم طرف النتائج لصالحه أو يحصل توازن قوى، وحتى ذلك الوقت ؛ عالمنا غابة لا مكان فيه للإنسانية والأخلاق، حرب مباشرة أو عبر وكلاء، دعم إرهابٍ، إسقاط دول، تجويع شعوب، ساحات بلا حدود ولا قواعد ضبط ، لا مكان للهروب منها أو للحياد فيها وأخطر ما فيها هو الحرب النفسية التي تستهدف ترويض الشعوب بعد نسف ثقافاتها وإعادة تشكيل مفاهيمها ..
وهنا يسجل الرئيس الأسد، أن مزايا الشعب السوري هذه هي حصتنا ( حصة الدولة الوطنية السورية ) وهي المعيار الذي نقيس به مدى قوتنا على تحدي ومواجهة وهزيمة الصعاب ، والتمييز بين الوهم والحقيقة، منوها بأن هذه القدرات لا تأت من فراغ ، أو من عدم، إنما من ثوابت ومسلماتٍ وبديهياتٍ متفق عليها شعبياً ، فوجودها يوحد الآراء والأحكام وغيابها يشتتها ويجعلها خاضعة للأهواء ، فيحل الانقسام محل الإجماع والتناقض محل الانسجام ويتفرق الناس ويضعف المجتمع، هذا ما لمسناه في بداية الحرب بوضوح لدى جزء من مجتمعنا ، في غياب المسلمات.
وقدر الأسد عالياً، دور الشعب في تحرير غالبية أراضيه وفي تحرير ما تبقى منها من الإرهابيين ورعاتهم الأتراك والأمريكيين،وفي التغلب على الأوضاع الإقتصادية الصعبة الراهنة وإعادة بناء إقتصاده، مهما أعد المستعمرون من عدة التوحش والترهيب والحصار.
ويتجسد يقين الأسد، بأن قدر سورية منْح التاريخ ملاحم يقرأ صفحاتها من يريد التزود بدروس الشرف والعزة والكرامة والحرية ، فقد برهن شعبها بوعيه وانتمائه الوطني خلال الحرب أن الشعوب لا تتعب في سبيل حريتها مهما طال الطريق وصعب، ولا تهون عزيمتها أو تفتر همتها دفاعاً عن حقوقها ، بذلك شكلت سورية صدمة لكل عدو وعبرة لكل خائن .. أرادوها فوضى تحرق الوطن فكانوا ترياقاً يبطل زيفانهم ويقوض أهدافهم.
وأولى الأسد في خطابه الجانب القيمي أهمية خاصة ، باعتباره أساس استقرار المجتمع وأولى المسلمات، وباعتبار أن المساس بأمن وأمان المجتمع وأفراده ومصالحه مرفوض بالمطلق ، بغض النظر عن الأسباب والمبررات، منوها بقيم بر الوالدين، واحترام الكبار قدراً وعمراً،ومعرفةً،واحترام الرموز الإجتماعية والوطنية،والعلم والعلماء،والمعلم، والمواطن المنتج، وتكريس قيم التسامح والمحبة والخير؛ والقيم الراقية والحضارية وغيرها .
ولفت الأسد إلى أن هذه القيم باتت في طور التآكل ليس بسبب الحرب، لكن الحرب كشفت هذا التآكل عبر عقود لأسباب مختلفة ، ربما بتأثيرات الحياة الحديثة ، وربما لأسباب لها علاقة “بالزمن” ، وترك الأسد تحديد تفاصيل التآكل للمحللين الإجتماعيين .
محذراً من أن المجتمعات التي لا تكرس القيم ولا تحملها ولا تحترمها ، لا يمكن أن تكون مجتمعات مستقرة ولا مزدهرة، منوها بأن تكريس القيم يأتي في صلب السياسة، محدداً أكبر وأهم وأعمق أسباب أزمة الوطن، خراب القيم ، فالعقائد هي روح المجتمعات، دونها تفقد إنسانيتها،هي البوصلة وعلى الجميع واجب احترامها وتحريم المساس بها، ومنها انتماء الإنسان للدين والوطن وللقومية، وهي أساس التوازن النفسي الطبيعي، ودونه لا خير في الإنسان، تجاه بلده ومجتمعه .
وبين الأسد أن هدف الحروب الحديثة؛ إحتلال الإنسان قبل الأرض، فمن يهزم الإنسان يربح الحرب، وقدّم ( إسرائيل ) كمثال على ذلك ، فهي لم تربح الحرب عندما احتلت فلسطين سنة 1948 بل اقتربت من ذلك، وقتها اعتقد البعض أن التنازلات المُذلة تعيد الحقوق، فيما اعتقد البعض الآخر أن المقاومة شطارة لا مباديء ، وأنها قيادة من فندق بدلاً من مقر متقدم، وقتال من تلفاز بدلاً من خندق، وغدر شقيق بدلاً من مباغتة عدو.
وفي سياق الإنتصار والهزيمة ، أوضح بشار الأسد ، أن العدو ينتصر عندما تنقلب المفاهيم ، وعندما تقتنع الغالبية بأن المقاومة كذبة وقوتها وهم وردعها خيال ووجودها عبء ، وأن ازدهار الوطن في انبطاحه،وأن استقلاله في استقلاله عن نفسه وشعبه وتاريخه ومحيطه.
محذرا من إنقلاب المفاهيم ؛ فإنقلابها يهيء للعدو إمكانية الإنتصار ، وهي جزء من المشكلة وأحد أسباب الحرب، رابطاً انقلاب المفاهيم بلعبة المصطلحات التي تعود لعقود إلى الوراء ؛ اشتغل عليها الغرب ، ووقعت المنطقة العربية وغيرها في مطبها باتجاه الهاوية ، حيث تتفتت المجتمعات وتندلع فيها الحروب الأهلية.
وكما أن الإرهاب لا ينحصر بدين أو شعب أو طائفة أو أمة ، فان الإنتماء أوسع من أن ينحصر بعرق أو دين أو مذهب أو لغة أو مصلحة مشتركة أو إرادة مشتركة أو تاريخ أو جغرافيا.. فالإنتماء حالة حضارية إنسانية ، والعروبة بمعناها وبمضمونها الحضاري الجامع تزداد غنى بازدياد أطيافها ، وهي تجسد المكونات الحضارية في الماضي وامتزاجها مع المكونات الاجتماعية في الحاضر لتكوّن مزيجاً متجانساً متناغماً يحقق الاندماج بينها، دون ذوبان المكونات، ، إنما يوحّد الانتماء مع الحفاظ على الهوية.
وتتأتى قوة الدولة؛أية دولة من داخل الوطن،أما الأصدقاء فدورهم مساعد،ولا يبدأ الاستقرار بالأمن وإنما بالأمان للمواطن،المتولد من احترامه واحترام مفاهيمه وتقاليده وعقائده بمختلف شرائحه وتنوعه.
وراى الأسد وهو محق في ذلك ، أن كل مجتمع ووطن بحاجة لعنوان واحد ، بشرط ألا يمس بأي من مكوناته سواء كان ، دينيا أو طائفياً أو عرقياً أو قوميا ، هذا العنوان يزداد غنى بازدياد المكونات وليس العكس، ويقدم الأسد مثالاً ، فعندما نقول إن سورية عربية لا يعني أن كل من فيها عربي ولا تعني العروبة إلغاء أي مكون آخر ، بل إن غياب أي مكون يقلل من قيمة العروبة ويضعفها وينقص من قيمتها وأهميتها .
وإنطلاقاً من أهمية المصطلحات ، يميز الأسد بين العنوان والتنوع ، فالقول بأن سورية متنوعة ليس صحيحاً ، لأنه يعني أن لها عدة عناوين أي عدة أوطان ويعني التقسيم، لذلك فان تأكيد عروبة سورية والمنطقة ليس قضية رأي نتفق أو نختلف معها ، إنما هي قضية مصير سورية والمنطقة العربية ، مذكّرا بمحاولات نسف مفهوم العروبة من العقل العربي خلال العقود الماضية .
ومن ذلك مصطلح (النأي بالنفس) وتعميمه كسياسة تتبع وتمارس ، مبيناً أن النأي ، لن يق من شظايا الاضطراب المحيط، ،كذلك الإعتقاد بأن القضايا المحيطة بنا منعزلة عن قضيتنا، وأننا نربح بفهمنا العميق بأن قضية فلسطين أقرب القضايا إلينا، وأن الفلسطينيين أشقاؤنا والتزامنا تجاه قضيتهم وحقوقهم ثابت لا تبدله أحداث أو ظروف ولا غدر أو نفاق، وهو لا ينفصل عن التزامنا بأهلنا في الجولان المتمسكين بهويتهم العربية السورية، وبقوا مخرزاً في عيون الغزاة الطارئين.
وإستمراراً لفلسفته السياسية العميقة والأصيلة ، أوضح الأسد أن النجاح الشخصي ينبع من النجاح العام للمواطنين وليس بمعزل عنهم، والمصلحة الشخصية تتحقق من خلال المصلحة العامة لا العكس.
ولاحظ الأسد ، أن الربط بين الوطني والقومي ؛ بين العام والخاص ، حقق نجاحا بين القيادة والشعب ، حيث أُنجز على قواعد اجتماعية وطنية راسخة أساسها شرائح المجتمع السليمة ببعضها، علاقة المحبة والاحترام المتبادل، والثقة حيث يتعزز الشعور بالمسؤولية والقناعة بالعمل للآخرين والعيش لأجلهم ، مؤكداً أنه يستمد من ثقة الشعب ؛ القوة والسداد ، ما يجنبه الانحراف عن النهج القويم ويقيه من الخروج عن المسار السليم،ويستلهم من عميق إيمان الشعب ما يعينه في مهامه لأجل نهوض ٍوطني شامل،يستعيد سورية المتجددة ويعيد إعمارها وإنماءها وألقها مجدداً .
داعيا للإعداد للمستقبل، ومكافحة الإحباط بالأمل، والتقاعس بالعمل، والتأهب للمزيد من البناء والتحرير ليبقى الشعب باسماً والوطن بهياً وليبق الأمل كبيراً والعمل كثيراً والإنتاج غزيراً.
باختصار يرى الأسد بالتنوع غنى لمن يقدره وبلاء لمن لا يستحقه، فكلنا على حق عندما نحترم الآخرين ، وكلنا على خطأ عندما تعتقد كل مجموعة أنها صائبة وغيرها مخطئ بمفاهيمه أو بعقائده أو بنمط حياته، هذه القواعد الوطنية تسمح بالاختلاف بين أبناء الوطن أما الخلاف بينهم فحله داخل الحدود، بين الأخوة وعبر المؤسسات، وهذه القواعد تتيح الإصلاح بالتطوير وتمنع الإصلاح بالتدمير، ترعى التنوع الاجتماعي مع الحفاظ على الإجماع الوطني.
بعامةيخلص الأسد إلى أن التمسك بالمسلمات الوطنية و المجتمع، والعقيدة، والانتماء، والقيم في كل الظروف والعصور، هو جوهر الأمان وجوهر الاستقرار وهو الطريق إلى الانتصار.
وقدم الأسد تحليلاً شاملاً عميقاً صريحا للمرحلة السابقة ، تطرق فيه إلى تحول الذين "هُجّروا وخطط لهم أن يكونوا ورقة ضد وطنهم ، إلى رصيد له في الخارج يقدمون أنفسهم له أوقات الحاجة.
ولأن أعداء سورية على علمٍ بوفاء الشعب السوري لوطنه، فإن بعضهم كتركيا الأردغونانية منعت مشاركة الشعب السوري المهجّر من المشاركة في الإنتخابات،واعتدت عصابات جعجع العميلة في لبنان ، على الحافلات التي كانت تقل سوريين للمشاركة فيها ، وغير ذلك .
وكشف مساعي أعداء سورية بتعليق الدستور القائم بغرض خلق فراغ يؤدي إلى الفوضى عبر بعض الخونة من السوريين، وعبر رسائل نقلها وسطاء بأقنية متعددة.. وهذه المساعي مستمرة يجري العمل عليها عبر عملاء ..فتركيا تعمل للوصول إلى دستور يضع سورية تحت رحمة القوى الأجنبية ويحول شعبها إلى عبيد ومطايا، لكن عبثاً يؤكد الأسد..مبينا وحدة الصلة بين معركة الدستور ومعركة الوطن ، باعتبارها معركة واحدة ، بمواجهة التقسيم وفتنتهم الطائفية والعرقية.
وأوضح الأسد (أهداف فلسفة التحرير على مراحل خلال السنوات الماضية )، بهدف إعطاء المجال للراغبين بالعودة إلى حضن الوطن، ولإعطاء الفرصة للتحركات السياسية للأصدقاء من جانب آخر، ولإقناع رعاة الإرهاب بالتخلي عن نهجهم ، وإقناع الإرهابيين بالانسحاب من المناطق التي يحتلونها حقناً للدماء ومنعاً للدمار، وقد حققت هذه السياسة نتائج مرضية في مناطق وأخفقت في أخرى، وفي هذه الحالة ، كان الحل العسكري هو الحل للقضاء على الإرهاب وتحرير المدنيين وفرض سلطة القانون.
وأكد على دور حلفاء سورية بمواجهة الحرب عليها ، وعن الثقة بروسيا وإيران، مشيرا إلى دورهما في تحرير أراض سورية . ويبقى الفضل لمن حفظ الأرض وسقاها من دمه وطهرها بروحه ولمن فقد قطعة من جسده لتنمو أجساداً، والعرفان لمن رباه على حب الوطن وزرع في نفسه بذور التضحية والغيرية والفداء، تلك العائلات حفظت الأمانة الأغلى؛ الوطن، ومن واجبنا الوقوف إلى جانبها لأنها المعبّر عن الوطن، ودعمها من حبه
وقال أنه ليس صحيحاً ما يقوله البعض بأن الكل وطني ، وأن القضية هي مجرد خلاف رأي، فقتل المدنيين وتدمير المنشآت، واغتيال الشرطة، والعسكريين ليست مجرد اختلافات بالرأي ، وأن علينا ألا نقلق، والبعض يبرر الفوضى والتخريب للمنشآت العامة بحجة رفضه عنف الدولة ، مبررا بذلك للإرهابيين ممارسة العنف ، فالدولة لم تبادر بالعنف ، والأخطر من ذلك أن هذا المنطق يقدم المبرر للإرهابيين للإستمرار بعنفهم، والقبول باللغة التقسيمية والألفاظ اللاأخلاقية لاعتقاده أنها ديمقراطية وحرية رأي، وهناك من وقف بلا موقف معتقداً أنها الحكمة، ومن اتخذ مواقف ملتبسة ، معتقداً أنها الحنكة، ومن مارس الانبطاح معتقداً أنه الانفتاح.
ومع كل ذلك، سجل الأسد ، أن البعض كانوا حسنو النيات لكنهم فقدوا البوصلات والمسلمات والمرجعيات فتاهوا ، وسهل اختراقهم فكرياً والسيطرة عليهم نفسياً فتشتت أفكارهم وتاهت وانحرفت مساراتهم .ففقدوا الارتباط بالوطن والحرص عليه واستبدلوه بمعان وهمية، ما شجع الأعداء على التدخل وساعد الإرهاب والفوضى على الانتشار، ففي غياب المرجعية تغيب علاقة الفرد أو نظرته للوطن، وللمجتمع، وللعائلة، وللدين، والثقافة، وللعادات والتقاليد، والثقافات الأخرى.
وشبه الأسد غياب المرجعية ، بالقارب وسط المحيط دون جهاز تحديد الموقع المرتبط بالأقمار الصناعية ولا بوصلة ولا خريطة ملاحية ولا طقس مساعد ، فيتوه في قلب المحيط، وهذا ما ظهرت نتائجه في الحرب فرأينا تشوشاً والتباساً وفوضى وتصادماً بالأفكار، ولذلك لا يمكن التحدث عن المستقبل والإطمئنان دون معالجة هذا الجانب.
لذلك لا يكفِ بحسب الأسد القول بأن المشكلة في سورية هي الإرهاب أو التطرف الذي أدى إلى الإرهاب أو التعصب الذي أدى إلى التطرف والإرهاب أو الجهل الذي أدى لما سبق أو محدودية التفكير،هذه جوانب، لكن هناك أشخاص معظمهم لا يحملون هذه الصفات،ومؤهلون ليكونوا أشخاصاً متكاملين، ولكن غابت عنهم المرجعية الفكرية والأخلاقية،هذه المرجعية تحدد علاقة الفرد بما حوله.
وقال الأسد: الأرض هي الكيان والوجود ؛ لذلك قيل الأرض كالعرض لا يفرط بها ولا يساوم عليها، كل ما سبق من مسلمات وهناك مسلمات أخرى يؤكد الأسد تشكل جميعها المسلمة الأكبر؛ الوطن، هذه المسلمات لا ينبغي المساس بها ، وليس مسلمة الوطن فقط ، فجميعها الطريق إلى الوطن والوطنية، ومن دونها الوطن مجرد حالة عاطفية أو شعاراً فارغاً لا معنى له، لذلك لماذا ينبغي التأكيد كثيراً على هذه المسلمات؛ أيضاً ، بعيداً عن التنظير وانطلاقاً من الواقع.
وبين الأسد أن هذه المسلمات ، هي التي دفعت عائلات بأكملها لإرسال أبنائها ليقدموا أرواحهم وأجسادهم فداءً لوطنهم، هذه المسلمات هي التي أسست المواقف الوطنية والأخلاقية الصلبة لكثير من السوريين من شرائح ومواقع مختلفة وثبتتها بالرغم من التهديد المباشر لحياتهم أو عائلاتهم أو أرزاقهم خلال الحرب، السوريون الذين وقفوا مع وطنهم، استنادا لهذه المرجعية التي استندنا إليها في مواقفنا، كانت هي الدرع الذي حمانا من تأثير الحرب النفسية المعقدة التي تعرضنا لها خلال الحرب، وهي التي أسقطت كل الرهانات على إسقاط الوطن,
بهذا المعنى فدون معرفة سبب المشكلة وسبب الصمود لا نستطيع الإنطلاق باتجاه المستقبل بطمأنينة .. ولا نكون قد تعلمنا الدرس والإنطلاق نحو المستقبل .
ويرى الأسد أنه لكي لا نهزم نفسياً وفكرياً وللعبور للمستقبل ، يستوجب أن تتخذ المفاهيم إطاراً وطنياً بحتاً، ، وعدم حصر الإنتماء القومي في حدود سياسية رسمها المحتل، والإعتقاد بأن العلاقة بين المدن العربية وهْم من صنع خيالنا، محذراً من الخلط بين الانتماء العربي وبين حكومات مستعربة ، بين عروبة الانتماء وعروبة السياسة بشكلها الراهن.
يشدد الأسد ، نهزم عندما نجعل العروبة مرادفة للخيانة ، وعندما نعتقد أن العروبة اختراع إنساني كأي رواية تحولت إلى عقيدة تبنتها أحزاب ، مصيرها التبدل .
وبحسب الأسد ينبغي دعم المقاومة سواء كانت سلمية أو مسلحة ، على إمتداد تراب الوطن بمواجهة المحتل والإرهاب ، باعتبار أن ذلك من واجباتها دستورياً وشرعياً وأخلاقياً ؛ حتى استعادة الأرض ويطرد آخر إرهابي وآخر محتل .
وبقدر يقينه بإنتصار سورية وبأنها في طريق تحرير ما تبقى من التراب السوري ، دعا من غُرر بهم وراهنوا على سقوط سورية وانهيار الدولة العودة إلى حضن الوطن .. فقد سقطت الرهانات الخاسرة وبقي الوطن.
وتوجه الأسد للمغرر بهم ؛ بعبارات غاية في الدقة ووضوح التعبير ، قائلاً ، أنت مستغل من قبل أعداء بلدك ضد أهلك، والثورة التي خدعوك بها وهم، وسير الشعب خلفك سراب، حيث لم تتمكن أشرس وأخطر حرب تعرضت لها سورية من إقناعهم بنهجك ، فلا شيء آخر قادر على ذلك، فإن كنت تسعى إلى الكرامة فهي في خدمة أهلك وشعبك، وإن كنت تطمح إلى البطولة فهي في الدفاع عن أرضك، وإن كنت تنشد الشرف فهو في بناء الوطن لا في هدمه، .. فالحرية ليست عند غربي مارس أجداده تجارة الرقيق وأحفاده التمييز العنصري ولا عند عثماني دمر أجداده منطقة بأكملها فطهروا عرقياً وميزوا إثنياً ، ويحاولوا حاضراً تكرار تاريخهم الأسود بنسخة أكثر سواداً وقبحاً.
يذكر الأسد ، أولئك، بأن التراجع عن الخطأ فضيلة، والوطن هو الملجأ والحاضن، ودولته هي لجميع أبنائه، والشعب الكبير بقيمه كبير بقلبه، مسامح، وأبواب المصالحات مفتوحة ، منوهاً بأن أول المسامحين كانت عائلات الشهداء الذين بادروا منذ السنوات الأولى إلى فتح أبواب المصالحات وحقن الدماء، وهذه الأبواب ستبقى مفتوحة من قبل الدولة والشعب ولن تغلق ما دام هناك من يؤثر الكرامة على الذل والسيادة على الاستعباد .
وأطلق الأسد تعبيراً واقعياٍ بأن الحل الناجز للنزاع في سورية يكون بالتحرير الكامل ؛ وفي انسحاب قوات الاحتلال الأجنبية واستئصال الإرهاب واستعادة ما تبقى من أراض تحت سيطرة المحتل التركي والأمريكي ، باعتبارها مهمة رئيسة .
وعليه يضع الأسد تحرير الوطن من الإرهابيين ورعاتهم أولوية وأن لن تفوت فرصة إلا وستستخدم ..وتفنيداً لأكاذيب الأعداء وأيضاً ثقة بدور الأصدقاء ( إيران وروسيا والصين ) سواء في مسار الحرب وتحرير الأراضي ، أو في المسار الدولي وعلى صعيد القانون والشرعية الدوليين.
وهذا لا يكون بالتمنيات إنما بإعداد العدة للمستقبل، ومكافحة الإحباط بالأمل ، ومناهضة التقاعس بالعمل، والتأهب بمزيد البناء والتحرير ليبقى الشعب باسماً والوطن بهياً وليبق الأمل كبيراً والعمل كثيراً والإنتاج غزيراً.
وإحتل الملف الإقتصادي .. جانباً مهما من خطاب الأسد .. بإعتباره عنوان الحرب الجديدة الراهنة على سورية في هذه المرحلة ، فكان الأوسع تناولاً وتفصيلا ، بعد تحرير غالبية التراب السوري ودخول التآمر على سورية مرحلة الحصار الإقتصادي من حرب على سعر صرف الليرة السورية ، وسرقة للثروات السورية الأحفورية ، وحرب مياه وتخريب للزراعة وحرق للمحاصيل ، وبما يحول بحسب أمانيهم من العودة للأمن الغذائي ، ومنع إنتقال سلع معينة لزوم الصناعة السورية ، وفي عملية إعادة البناء، وكذلك منع شركات ومؤسسات كبرى أجنبية من عقد صفقات تجارية وإستثمارية معها ، والتضييق على دخول الغاز والنفط إلى جانب ما يسرقوه من حقولها النفطية .
وضمّن الرئيس الأسد خطابه خططاً متكاملة لمواجهة مختلف جوانب الحصار وفي المقدمة منها ، الإستثمار في الطاقة البديلة ، فبحلها تحل مشكلة توفير الكهرباء اللازمة للمصانع وللإستثمارات الكبيرة،ولضخ المياه اللازمة للزرأعة وللإستخدامات المنزلية، فضلاً عن أن الإستثمار في الطاقة البديلة استثمار رابح ومجدٍ ، ما يستوجب إطلاق مشاريع توليد الطاقة من قبل القطاعين الخاص والعام وبالمشاركة بينهما، كالمشروع الذي أطلق مؤخراً في المدينة الصناعية في عدرا ، موضحاً أن مشروع الطاقة البديلة قابل للتطبيق في مناطق إنتاجية أخرى وفي المناطق السكنية.
وأكد الأسد على صعيد معركة سعر الصرف الليرة ، أن القدرات موجودة ولكنها بحاجة لمن يراها ويعرف كيف يستخدمها ويوفر الشروط الصحيحة لتحقيق النتائج.
وأورد الأسد أرقاماً متعددة حول المدن الصناعية والمؤسسات الإنتاجية القائمة والتي كثيرها كان يعمل في ظروف الحرب ، فضلاً عن المؤسسات الحرفية ، كاشفاً النقاب عن أنه يجري تأسيس مؤسسات أخرى.
ودعا الأسد للبحث عن حلول والبناء على القدرات المتوفرة ، فالبعض لم يقض وقته يطلب حلاً على مواقع التواصل الاجتماعي ، إنما نزل إلى الميدان باحثا عن حلٍ ووجده وأسسوا منشئات وأنتجوا..
مستدركاً أن هذا لا يعني أن الأمور بخير تماماً ، إنما الحلول غير مستحيلة ويعني أن إمكانية جعلها بخير ممكنة وبقوة، فإذا لم يتوقف الاستثمار في أسوأ ظروف الحرب كما خططوا ، فهذا يعني أن الجزء الآخر من المشكلة التي نعاني منها مرتبط بنا نحن ، مرتبط بتوافر الإرادة، وبقراءة الواقع بشكل صحيح، وبالمشاركة الجماعية الواسع.
وتطرق الأسد إلى أشكال الحصار، ومنها الأموال المجمدة في لبنان والتي قد تصل إلى 60 مليار دولار وتهريب العملة ، وهذا ربما شكل درساً للذين وضعوا أموالهم في المصارف اللبنانية فخسروا وخسّروا سورية معهم .. وأحدثوا إختناقات وصعوبات حرمت سورية من بعض وسائل ومواد الإنتاج ، ما استوجب تطوير الأساليب لتخفيف الآثار المترتبة تدريجياً، وقد نجحنا إلى حد ما وسيستمر العمل عليه دون إعلان عن ماهية الأساليب التي استخدمت ولا الأساليب التي ستستخدم لاحقاً،.
وشدد الأسد على أن عنوان المرحلة القادمة؛ زيادة الإنتاج، وفتح الأبواب بشكل أوسع للاستثمار في كل المجالات ، وتطويع القوانين والإجراءات الإدارية للإستثمار، بتطويرها بشكل حثيث بهدف تخفيف العوائق ومكافحة الفساد.
وفي الحديث عن الإجراءات الإدارية والقوانين ، يقول الأسد أنه يعني آلالاف منها ومن التعليمات التنفيذية والقرارات والتعاميم والبلاغات المبطئة للتقدم ، وتعديلها يحتاج لإرادة ، فكلمة واحدة في غير مكانها أو عامة وغير محددة بدقة ، تخلق ثغرة وتنسف القانون أو التشريع المعني.
منوهاً في آن ، بأن تخفيف المعيقات والعقبات ضرورية وتحتاج لمبادرة، ولعمل جماعي، ولعناصر كثيرة ، لكنها لا تعوض عن زيادة الإنتاج باعتبارها أساس تحسّن الاقتصاد والوضع المعيشي ، ويجب أن تجتمع كل العناصر معاً ، باعتبارها عنوان المرحلة القادمة ؛ فزيادة الإنتاج، يستدعي فتح الأبواب بشكل أوسع للاستثمار في كل المجالات، صناعية وسياحية وخدمية، وزراعية ولمختلف الشرائح، كبيرة ومتوسطة وصغيرة.
بذلك ستشهد المرحلة القادمة ،تحديث القوانين لمواكبة الزمن وستلغى الاستثناءات إلا فيما يستدعي ذلك، ضمن ضوابط ومعايير واضحة تلغي التمييز وتحقق العدالة، لكن كثرة القوانين وقلة الكوادر تجعل السير في التحديث بطيئاً ، لكنه التوجه العام ، للدولة السورية .وأشار الأسد إلى القوانين التي صدرت لتشجيع الاستثمار منذ مطلع العام الجاري 2021 وتقدم بموجبها إعفاءات للمستثمرين ، لتخفيف التكاليف عن المستثمرين في مرحلة الحرب التي تعتبر ظرفاً من الظروف القاهرة بالنسبة للاستثمار.
وتم تشميل صغار وعديمي الدخل في مجال الإنتاج، ما يخلق فرص عمل ودخول أموال جديدة ومنتجين جدد في دورة الاقتصاد .
وأضاف الأسد ، أن المرحلة القادمة هي للشفافية، فأتمتة الخدمات وتقديمها إلكترونياً وإطلاق خدمة الدفع الإلكتروني ، باعتباره جوهر تطوير الإجراءات من جانب، وأساس الشفافية من جانب آخر، ما يمنع الفساد والهدر من جهة ويحقق العدالة وتكافؤ الفرص في آن ، ويجعل المعاملات شفافة للدولة وللمواطن ويحول دون الالتفاف على القوانين ويساهم في الحفاظ على المال العام ويزيد قدرة الدولة على مراقبة الإجراءات بدقة ووضوح.
وربط الأسد بين الجباية الضريبية الخاطئة، والفساد، مبيناً أنه لا يمكن حلها دون شفافية، ولا يمكن تحقيق الشفافية دون أتمتة ، وقد بدأ العمل ببعضها مع بداية العام الحالي وبعضها اعتبارا من بداية العام المنصرم .. منوهاً بأن الشفافية هي هيكلية واضحة للمؤسسات وصلاحيات محددة للمسؤولين وإجراءات دقيقة معروفة ، وهو جوهر الإصلاح الإداري.
لكن هذا الإصلاح لن تُلمس نتائجه سريعاً.. باعتبار أنه في المرحلة الحالية يجري العمل على البنى المركزية للدولة، وليس لها علاقة مباشرة بالمواطن.. مذكراً بأن مؤسسات الدولة السورية هي مؤسسات قطاع عام، ضخمة جداً وكبيرة جداً، ما يعني أن الإصلاح سيكون معقداً جداً بالوقت نفسه، لكن لا غنى عنه لمؤسسات حكومية متطورة وفعالة وعادلة، فهي بنية تحتية للبناء الإقتصادي المتقدم للدولة .
وستكون المرحلة القادمة للاستمرار والتوسع في مكافحة الفساد ؛ على خلفية توافر المزيد من المعطيات والمعلومات والظروف المساعدة على كشف الفاسدين، ، بفعل تغير الظروف الأمنية بما يحقق التركيز بشكل أكبر باتجاه مكافحة الفساد، حيث لن يكون هناك تساهل مع أي شخص متورط ، فالفساد ثغرة كبيرة وإغلاقها ضرورة اقتصادية واجتماعية ووطنية.
ولتحقيق كل ما سبق من العناوين ، يؤكد الأسد أنه ينبغي توفر الإرادة، ، هي ليست وعوداً إبتداءً من نعظيم الإنتاج وانتهاء بمكافحة الفساد، بل هي مسار سابق على خطاب القسم ، فالإرادة ؛ عنوان وطني جماعي، إرادة عمل وإنتاج تتجاوز الإحباط والخضوع للواقع ، وصولاً إلى تحقيق المأمول، فدونها لن نصل إلى أي نتيجة .
ولفت إلى أن الشعب الذي خاض حرباَ ضروساً واسترد معظم أراضيه قادر على بناء اقتصاده وعلى تطوير ذاته بأصعب الظروف وبالإرادة والتصميم نفسهما.
ولفت الأسد إلى نقطة غاية بالأهمية ، باعتبار أن الحصار فرصة أكبر للتطوير بالاعتماد على الإمكانيات الذاتية ، وعدم الإكتفاء بتخفيف الخسائر، بل تحقيق الأرباح من موقع القدرة على تحقيقها ، حيث لا توجد مشكلة دون حل، لكن علينا البحث عنه، ولا توجد مشكلة بلا نهاية ، لكن دون إنتظار مجيئها تلقائياً وبسهولة ودون ثمن سنحصد مقابله لاحقاً.
وشدد الأسد كما في غير مقام في الخطاب ، على أن الشعب الذي خاض حرباَ ضروساً واسترد معظم أراضيه وفرض دستوره في الشارع وصناديق الاقتراع رغماً عن أنف أقوى وأكبر وأغنى الدول ، بكل تأكيد سيعيد بناء اقتصاده وعلى تطوير ذاته بأصعب الظروف وبالإرادة والتصميم نفسهما، وأن الحصار فرصة للإعتماد على الذات .