صافرة النهاية

خميس, 01/05/2023 - 21:30

سبق ان قلت في الكثير من مقالاتي ومنها ( اليثرد يدري والياكل ما يدري ) ان اشاعة ألامل التي يتبناها بعض الاخوة والاخوات بين الحين والاخر هي خطأ كبير . بل انها ساهمت في انتصار عملاء الصهيونية المؤقت . وفي بعض مناطق حزام بغداد واحيائها فُقد الكثير من الرجال نتيجة هتافات ( قادمون يابغداد ) و ( الان نحن في الداخل ) و ( قواتنا وصلت اهدافها ) وضاع كل شيء تحت سمع وبصر ومباركة الدول العبرية التي يحكمها ملوك وأمراء وقادة العاهرات في الزمان الذي فاق بذخ السراق فيه ونمط حياتهم ما وصفته حكايات الف ليلة وليلة . لكن الأبطال هنا ليسوا شهريار وشهرزاد ولا السندباد بل جُلّهم يحملون جينات علي بابا .. 

تخيلوا أن العالم يتفرج على العراق من خلال أبواق الإعلام المأجور ويطلع على تقارير الأفعى بلاسخارت التي تمثل الأمم المنحدرة التي تنقل ما يثير غريزتها ويسيل لعابها النتن له . كل ما تراه من الإنجازات التي تحققها ما تسمى الحكومة وآخرها ( خليجي 25 ) وهل هناك غير الهدف الرئيسي المعروف وهو تدمير الدين الاسلامي وقتل اهله وضياع ماضيهم وحاضرهم ومُستقبلهم . هذه البطولة التي هي في الحقيقة مسرحية يُراد منها تخدير الأمة بهذه العروض التي رسختها دم قراطية الموت وعطر الكواتم وبودرة المخدرات .. ليرى العالم التغيير الكبير الذي طرأ على مجتمعاتنا والتطور الرهيب من خلال الانحدار المخيف في كل شيء .. ودعم وبقاء الميليشيات المسلحة ونسيان جرائمها .. ثم يأتي ما يسمى بالشعب الذي تقوده عمائم الشياطين ويعزز تلك الصور باحتفاله الذي ستنقله كافة وسائل الإعلام مُستصحباً معه الأم والأخت والزوجة والبنت علّها تجد ما يُؤنس وحدتها في ظلمات الحياة التي ملأها الصفويون بؤساً وظلاماً ..  من حقه ان يحتفل ، فالشعب الذي خسر ملايين الضحايا والمهجرين والمهاجرين والمعتقلين والمعتقلات والمغيبين وصارت حياتهم ألعوبة في أفواه السفلة من جند الأعور الدجال .. الذين لايفهمون ماذا تعني دموع الشتاء وليل الثكالى وأنين الحيارى ممن لايجدون رغيف الخبز او سقفاً يؤيهم ، تكويهم نسائم شوق تهب عليهم في جوف الليل حسرة على ولد أو زوج أو أب .. ولايعرفون ماذا يعني أن تتسول الحرة ؟ .. شعب مرفَّه نسي مُخيمات اللاجئين وماهو حال الصناعة والزراعة والكهرباء والماء والتعليم . أين أنهاركم ومدارسكم ومصانعكم وشوارعكم بل أين أموالكم وحياتكم . مايجري يعني أنكم موافقون وليست لديكم مشكلة .. 

والمضحك المبكي أن ضربة الكرة في مباراة البداية سيؤديها نجل ( من قتلوه ومشوا في جنازته ) دية موت والده .. ثم صافرة النهاية . نهاية البلد الذي كنا نحلم به . الأرض التي دفع الملايين ثمن طهرها وعفافها دماءً زكية .. الوطن الذي تشبه قصته حكاية يوسف .. بل أن حالنا يشبه قصة قوم قابيل الذين انتشرت بينهم الرذيلة والفساد .. الرجل الحسود الذي كان أخوه شيث على عكس سلوكه باراً بوالديه ، ولهذا عهد له أبوه آدم أمر قومه الذين كان يسكن معهم في الجبال وقد منعهم من الاختلاط مع أخيه ومن معه الذين كانوا يسكنون السهول .. ولكن في إحدى المرات تجرأ أحد رجاله ودخل بين قوم قابيل في عيدهم فتعجب من حسن نسائهم وطريقة تبرجهن وكان في رجالهنّ دمامة فيما كان رجال الجبال يتسمون بوسامة الوجوه وفي نسائهم دمامة . وعندما عاد الى رفقائه اخبرهم بما رأى وأغراهم فنزلوا ليشاركوهم واختلطوا وافتتنوا ببعضهم البعض ليكون ذلك أول زنا في تاريخ البشرية .. ولما سمع آخرون ما حدث أخذوا يهاجرون الى أرض الرذيلة حتى بدأت تزداد أعدادهم ودب الفساد والفواحش فيهم وأخذوا يُهاجمون قوم شيث الذي كان قد وافته المنية ويؤذونهم ويقتلون منهم .. ولأن الله فَطَرَ الخَلقَ على تَوحيدِهِ ، لهذا كانوا كُلَما خَرجوا عَن جادَة الصواب بَعثَ لهُم نَبيا أو رَسولا يُعيد مَن يُؤمِن به إلى نُور الهِدايَة . وَرغمَ ذلك يَخرُج البعض عَن طريق الحق مَرة أخرى وَكأن شَيئا لَم يَكُن .. لقد تسلل إلينا أحفاد أبناء ذلك الوادي البغيض فنشروا الشرك والإجرام والضلالة .. لكنهم لايعلمون أنهم إذا ما مزقونا كدول  ، سيجمعنا الدين الحق وعندما يقتلون أولادنا سيدفعوننا الى قتالهم حتى الموت .. ولو لم يدمروا بلداننا لن نعود أمة واحدة تفهم أنها لابد ان تمضي في طريق الحرية حتى النهاية .. إنه الموت أو الإنتصار .. 

أيها الأخوات والإخوة في العالم الإسلامي والوطن العربي الكبير .. إن ما ترونه من ترف مخطط له هو نتيجة لأكل حقوق الفقراء والمظلومين سيلقوه اليكم لتستمتعوا به .. أرادت الإمبريالية وجرائها الصفويون أن تظهر للعالم أن الشعب غارق بالخير وليس فيه جياع .. حتى ان الإعلام عرض شباب الموصل وقد دخلوا البصرة في زفة كأنها عرس .. إذاً فالنتيجة التي سيفهمها الجميع أن الكل راضٍ عن الحكومة والاحتلال وقد قُضي الأمر .. وأنا أخبركم أن هذا في أحلامكم .  والى القابعين في عالم الشقاء الذين كانوا يأملون أن تعيدهم أمريكا الى السلطة أقول : آن الأوان أن تُعيدوا حساباتكم وأن تفهموا انه لايوجد إلا طريق واحد ولغة واحدة يفهمها هؤلاء تتلخص بإعادة التنظيم والتجمع تحت راية وغاية واحدة وبناء دولة حقيقية في المنفى كما فعلت المعارضة الإيرانية وتشكيل ( المجلس الوطني للمقاومة العراقية ) الذي ينضوي تحت سقفه الجميع وإلا فاقرأوا على العراق السلام . 

 

اللهم بلغت . اللهم  فاشهد .

محمود الجاف

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف