عُلا عمر الحديثي
روحٌ تئنُّ .. ولا وطَن ..! سأحيا يوماً سعيداً … لو كنتُ أنسى وطني !
وهل ينسى الإنسان وطنه ؟! عدا أن يموت …
ينسى الانسان الوطن عندما يكون فيه دوماً… وعندما يحكمه ينسى بانه وطنه… حتى أنه لا يراه وطناً بل ينظر إليه كفرصة ! فرصةً للتسلّط والطغيان … ينسى جياعهُ ولا يرى دموع الثكالى فيه… حتى أنه ينسى أنين قلوب المنفيين عنه…
واحسرتاه لقلبٍ يعتصره الحنين في كل لحنٍ ونغمة… تذوب الروح بذلك الجسد في كل مرّة تمرّ به تفصيلةً صغيرة.. رائحةُ هيل او قهوة … وجهٌ يحمل معالم العراق وبسمتَه الحزينة .. عينا فتاة لازال يجري دم الأجداد في عروقها… والأقسى من ذلك … معزوفة المقام التي ارتطمت بضلوعي في لحظة … وتظهر روح جديدة أقسى وانا امشي أجرُّ غربتي ووجعي وازرع ابتسامة الخجل والفشل والحنين المدفون تحت كذبتي الدائمة على نفسي … هنا الأفضل فوطنك حيث أهلك وابناؤك وهم جميعا هنا … نعم هنا الافضل بسرعة الاقتراب من الموت لان حسرات الاختلاف والتغرب تاكل قلوبنا أسرع … فنحن هنا بعيدون كل البعد عن جذورنا … وكيف يطول عمر الاشجار وجذورها تُسقى الماء في الشرق… واغصانها تواجه الشمس والريح في غرب العالم … ضعُفت… عطشَت… حتى انها جَفت وتآكلت… بعيدا عن جذورها ودون مائها.. انها رغم صلابة الرافدين في ارضها … هُنا تموت.. وتستبدل وتدعي الحياة.. وفي موقف واحد تعود لتكمل موتها حتى النهاية !