نازنين الجاف
ابدأ يومي عادة بالتأمل في الشجرة التي تقع أمام مقر عملي .. تلك الجميلة التي يبلغ عمرها اكثر من مائة عام والتي أصبحت محطةً استراحة لكل العاشقين وعابري السبيل , في فصل الشتاء تصبح أجمل حين تغطيها الثلوج وتنيرها الأضواء الملونة عندما يتم تجهيزها من اجل ليلة رأس السنة .. مثل العروس التي ترتدي فستانها الأبيض في ليلة عرسها .
أما في الربيع فيهرع الأطفال إليها ليلعبوا تحت ظلها , وفي الصيف يغطي جمالها المكان كله وتنبعث من رائحتها الحياة حين يتجمع الناس حول عربة المثلجات التي تقف أمامها وفي الخريف تعريها الايام لتختلط مع المطر فتنحني خجلا عندها تلملم اوراقها كي لاتزعج المارّة دائما اراك شامخة صامدة كالمرأة التي ظلمتها الايام والمجتمع لكنّها قررت ان تغربل حياتها كأوراقها المتساقطة وتخرج للناس مرفوعة الرأس تعلوا شفتيها الابتسامة مثل الملكة التي تظهر على شعبها وهي بكامل أناقتها اعرف أنكما ستصمدان مئة عام أخرى .