في كل مرة يعبر أحدنا عن "غيرته" من مستوى تمثيل الشباب والكفاءات في البلدان الأخرى، بمناسبة عابرة أو بغير مناسبة، أحاول فهم الداعي لذلك وأبحث عن الأسباب الكامنة وراء تلك الغيرة؛ خاصة أنه عند مقارنة أعضاء حكوماتنا المتعاقبة منذ الاستقلال إلى الآن بنظرائهم في شبه المنطقة؛ بل وفي العالم، أجد أن مستوى حضور الشباب (بالنظر للعمر) والكفاءات (بالنظر لمستوى التكوين)، في حكوماتنا ليس الأقل قطعا مما عليه الحال في باقي الدول!
لذلك لم أقف، حتى الآن، على تفسير منطقي لذلك غير المثل العربي السائر " مغنية الحي لا تطرب"!
وأبعد من ذلك، أنا شخصيا، أرى أن الذي ينبغي أن نركز عليه ونعمل جميعا (شبابا وشيبا رجالا ونساء) على الضغط من أجله هو الاعتماد في التعيينات على عنصري المهنية والاستقامة، وليس شيئا آخر غيرهما.
إن الدعوة لإشراك عنصر محدد، اعتمادا على عمره أو جنسه، بالنسبة لي هو في حقيقته دعوة للمحاصصة، وهي الوسيلة الأكثر فتكا بنماء البلد وازدهاره مهما كانت صورتها.
ينضاف إلى ذلك أن الميزة الوحيدة المتوخاة من هذه المحاصصة، أصلا، وهي ضخ الدماء الجديدة والتخلص من المفسدين، لا يمكن أن تضمنها هذه الدعوة؛ لأن مبدأ التوريث كفيل بنقض غزل تلك الميزة، إذ أن لكل مفسد مفترض أسرة تحوي من الشباب والنساء القدر الكافي لاستمرار فساده المفترض!
إذن، لنترك الدعوة لإشراك الشباب والنساء، أو لنؤجله، على الأقل، ولنفرض معياري المهنية والاستقامة، في المتقدمين للمسؤوليات، عندئذ سيخلو وجه بلدنا المشرق لشبابنا النزيه ونسائنا المستقيمات!
حفظ الله بلادنا من كل مكروه وزادها رفعة وأمنا ونماء
الديماني محمد يحي