محمود الجاف
القصة الحقيقية التي سأرويها لكم تشبه كثيرا حكاية هذا المثل، وقد حصلت لاحداهنّ في التسعينيات في كركوك في منطقة مقبرة سيد علاوي . وارجو من الذين اطلعوا عليها وسيقرأون مقالي هذا عدم ذكر اسمها ولا تفاصيل المأساة الاخرى .
والحكاية هي ان أماً لثلاثة اولاد صغار مدت يدها لابليس ودعته لمرافقتها الى حيث مسرح الحياة ليشاهد عرضا حقيرا ما اعتقدت انه حب في حينها . فواعدت احد الذئاب الذي يرتدي زي البشر بعد ان صدقت كلامه المعسول الذي كان يردده على طول وبدأت تقضي الليل معه كل حين بعد ان تترك المصباح النفطي ( لالة ) مضاء حتى تعود فجرا . وتعطي زوجها حبوب النوم . لكن في ليلة شتاء حزينة لم يسمع احد انينه . احترق البيت بالكامل . المشكلة ان بعضهم حاول الخروج ولكنها كانت قد غلقت الابواب قبل ان تقول لقرينها هيت لك . وقد قبل عرضها واستمتعوا بالفعل . لكن النتائج كانت وخيمة . فقد عادت في احد الايام لتجد سيارات الاطفاء والشرطة والاسعاف امام بيتها وكل المتفرجين فهموا اللعبة التي تسمى فضيحة في عرف الشعب المظلوم الذي قادته نفسه وجهله الى مهاوي الردى وجعلت منه مخلد مهموم .. فلا حافظت على عائلتها وحياتها التي كانت متواضعة ولا اكملت مشوار الرذيلة الذي سلكته . وكان الاعدام هو الهدية التي تنتظر رقاب امثالها .. حكومات ما يسمى دولة العراق الحالي . لا اكملت طريقها مع من ارتضت ان تكون دمية ذليلة بيديه ولا كسبت الشعب الذي احترق ودمر ونهبت ثرواته وفقد مستقبله وصار مهجرا او مهاجرا او مغيبا في معتقلاتها .. ماذا سيكون مصيركم بعد ان بدأ يطلع الصباح ؟