في قلب العاصمة نواكشوط، وبالقرب، تحديدا، من السوق المركزي، قد تكون أول تجربة للزائر هي استنشاق روائح كريهة تنبعث من هنا وهناك. هل يعقل أن يكون هذا هو الوجه الذي نعرضه للسياح والمواطنين على حد سواء؟ لمَ لا يُعير المسؤولون أي اهتمام لهذا الأمر؟ هل أصبحت لدى المسؤولين مناعة ضد الروائح الكريهة؟ هل غابت عنهم حقيقة أن هذه الروائح يمكن أن تكون سببا في تدمير سمعة العاصمة على الصعيد السياحي؟
إن هذه الروائح لا تؤثر فقط على صحة المواطنين، بل تساهم في تراجع صورة العاصمة، مما ينعكس سلبًا على الاقتصاد الوطني فعندما يشتم السائح رائحة البول في مركز المدينة، كيف سيتصور حال بقية مناطق العاصمة الأخرى؟ هل سيشعر بالراحة والرغبة في اكتشاف المزيد من الأماكن أم سيغادر بسرعة؟
إن المسؤولية لا تقع على عاتق فئة واحدة. فغياب المتابعة "الميدانية" من قبل البلدية، والإدارات المعنية مثل إدارتي السياحة و الصحة، وعدم وجود أي تدخل حقيقي من النواب أو المسؤولين الإداريين في جهة نواكشوط، يجعل الوضع أكثر سوءًا. إن هؤلاء المسؤولين بين أمرين: إما لا يلاحظون هذه المشاكل أو يتجاهلونها بشكل فاضح.
إذا كان المواطن العادي، في نظر البعض، يمكن أن يتحمل هذه الظروف المؤلمة، فإن السياح لا يملكون ذات الصبر. يجب على المسؤولين أن يتحملوا مسؤوليتهم في الحفاظ على نظافة المدينة وتعزيز صورتها و ليس من المقبول، إطلاقا، أن يتم تصنيف مركز عاصمتنا كأحد أكثر الأماكن نتانة في العالم.
لا يمكن تجاهل هذه المعاناة، ولهذا قبل البدء في عصرنة مدينة نواكشوط، يجب الاهتمام أولا بمركز المدينة وتنظيفه والقضاء على الروائح الكريهة ولتحقيق هذا الهدف يجب، بصفة عاجلة، إبعاد كافة المعنيين بملف نظافة مركز المدينة والبحث عن إداريين ميدانيين يقدرون أهمية نظافة مركز العاصمة كما يجب على الجميع أن يأخذ هذا الأمر على محمل الجد قبل فوات الأوان.
محمد محمود آبيه