أكتُب إليِك "قصيدة نثر"

سبت, 12/28/2024 - 19:32

 

حديث الرحيل

أكتب إليِك من منفاي
فريضة رحيلِك
صفدِت قلبي بأغالل الوحدة بقطار المشرقين
صنعِته بإبداع.
اتخذِت أضلعي قضبانه.
في فراشي
ألقيِت بجمرات الفراق في دربنا
تحرقني
أذوب صاغرا في رحم خطاياِك
تراشقني قضبان سجن إبداعك
وتدفعني إلى جدرانه.
تطردني الجدران،
وتدفعني نحو القضبان.
ترفعني سمائِك
تشدني أرضِك
كأنني هدف يفوز فيه من قتل.
أتمزق،
أتبخر،
أحترق،
أصير رمادا يسافر مع رياح الفراق
وأنِت بعيدة،
كأنِك
القدر الذي ال مفر منه.
وما أنا إال ظٌّل تائٌه،
ٍغ عظيم،

في فرا

ال تملؤه إال خطواتك.

***

حديث التوسل والشفاعة

حديث التوسل:
أنا طفلِك
فقدِك كأّمه
يصرخ
أين أنِت
تعاِل
سمعه الحجر فانفلق
والبشر فخشع
واألمهات فانفطرن
فهل من رحمة
فأنِت أفضل أّم
عودي إذن.
أدعوك
بثوب
الخاشعين
والسائلين
والمالئكة المقربين.
أستغيثِك
بيد غارق في لجج الخضم.
أستجيرِك
ببكاء دموع كقطرات المطر
أستعطفِك
ببكاء دماء تنفجر من عروقي غراما
أسترحمِك
من موت بعد موت يالحقني
أتوسل إليِك
بكلمات السماء
أن تعودي.

حديث الشفاعة:

أوغلُت في نفسِك
أنِت تريدين أن يتألق كبرياؤِك
أسوق إليِك
شمسا تسجد بين قدميِك
وقمرا يسبح بحمدِك
ونجوما تكلل هامتِك
وثقبا أسود يرتعد من جاذبيتِك
وقطرات الغيث تغار من ريقِك
أستشفع بهم
وأنا خلفهم
أحبوا حبوا
أجثوا جثوا
أخشع تحت قدميِك
أسفح الدمع والدماء.
***

حديث التضحية والفداء

ارجعي
كم بسطُت يدّي على األشواك.
لتقلِك من عثرات اندفاعِك
فخطوِت بهدوء كموجة البحر الطليقة
وانطلقِت في حرية آمنة مطمئنة.
وأنا بين النزف الجسدي باألشواك
والسعادة الروحية أيتها المائية
الطليقة
وال تثريب عليِك
فظهري وكتفّي وراحتي يدّي طوع أمرك.
لتتقلدين القالدة الذهبية
ة

وتعتلين عروش المالئكة
بصولتي
وصولجاني
أتذكرين يوم أن تقمصت روحي، وخرجت من جسدي؟
تقمصت دور فراشة رشيقة
حّطت على أزاهيرك الزابلة
فكان رحيقِك في أنفي أجمل عطر.
وكانت كاألزهار تتراقص مع الرياح نشوانة
وأسقيتِك من أعذب الكلمات
تنساب ماء عذبا تسقي أخّرتك الوليدة
وأحييتِك من موت من بعد موت
فسرت دماء الحياة في عروقِك روحا
ألبستِك أجنحة
تجنح بين أجنحة المالئكة
مرة من بعد مرة
أال يحّق لي أن َتعودي
كمطر في أفواه الظامئين.

***

حديث الغفران

قولي عائدة.
ال لوم وال حساب
وال صغار وال خطايا

تعتلي عرش الغفران.

بل ملكٌة
أرسل إليِك كّفي راحتي
ترفعِك
من عناء أشواك خطاياِك
في كل درب، سجن بقضبان من نار
كسّرت قيودهم
أطفأت نيرانهم
هدمت جدرانهم
ف أ

م
فرشتهم بأزاهير العفو
فعبق بعطر من األرض للسماء
وكتبت قصيدة الغفران
بأحبار من أنهار قلبي.
ولحنتها
بمزامير داوود.
وغنيتها
بأحبال البالبل

***

حديث الوهم والذكريات

ليكن ترياق الرحيل ذكراِك وأطاللِك
أنِت الداء في رحيلِك
والدواء في الترياق
أقبل على ذكراِك كفراشة مأخوذة باللهيب.
تعشق احتراقها وهي تعلم
أرسمك في مقلتي، كراسم العطشان سراب الماء.
وأربعك في فؤادي وردة خالدة
ال تذبل رغم فصول الجفاء.
أترنح بين حدود الوهم والحقيقة
وأدفع عذاب الغياب بنشوة الذكريات
ألوذ بصورتك فتسكرني مالمحها.
وتتخدر جوارحي على صيحات الشوق.
وتفيق على قسوة الحقيقة.

قاس.
ٍع
ٍم عذب إلى واق

كمن يستفيق من حل
أمضي، وأعلم أن الفراق منِك إليِك
قدٌر ال مهرب منه.
والحب في صدري صالة دائمة ال تعرف فتورا
كما تتدفق األمواج نحو الشاطئ،
أ

أعود إليِك مهما ابتعدِت،
فأنِت المالذ والملجأ،
والطريق الذي ال ينتهي.

بقلمي: إبراهيم أمين مؤمن
 

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف