
رحيم الخالدي
يمكن أن أمدح شخصاً بغرض الشكر والإمتنان، لأمر مهم في مسير الحياة، كونه أثّر بشكل وآخر، ويحتفظ العقل والذاكرة بتلك الذكرى، لكن أن تشكر شخص مجرم وتتمنى وجوده وتتغنى بأيامه! ولا يغيب عن ذاكرة من عاصره، وهو الذي أوغل بدماء الناس وبالعراقيين خصوصاً، وأنت لم تعاصرهُ، والمفارقة أن هذه الشريحة وُلدت بعد سقوط النظام، ولم تعاصرهُ نهائياً، فهذا أمر يأخذك بالحيرة! وصدام مثال على ذلك .
الإستهانة بدماء الشهداء الذين تم إنهاء حياتهم بشتى الوسائل، منهم من تم إعدامهُ لنكتة بغرض الترفيه عن النفس، والملل من نظام شوفيني، وآخر لإعتراضهِ على مسيرة نظام البعث وأدواته القمعية، ومن جهة أخرى معارض بالفكر، سواء بالكتابة أو بالشعر كالجواهري والبياتي أو الشعر الشعبي، وهنالك الكثير من التقاطعات بين الطبقة التي جزعت من هذا النظام الشوفيني، وبين النظام الذي يبتدع بين الحين والآخر دائرة أو غيرها، لبناء منظومات أمنية داخلية لتطويق الشعب داخلياً وما أكثرها.
تنوعت الأساليب القمعية من الإقصاء والقتل العلني، وما خفي كان أكثر شيء في هذا البلد، الذي ابتلي بشلة عبارة عن مجموعة مجرمة، حكمت العراق بالنار والحديد، سلّطتْها القوى التي تحركهم المتمثلة بالإمبريالية العالمية، وأجزم بآن كل الحكام العرب قد جاءوا للحكم بنفس الطريقة، مع إختلاف الأسلوب إلا ما ندر ويكاد لا يذكر .
يظهر لنا بين فترة وأخرى، مستغلة وضع المنطقة العربية شخوص يعتبرون انفسهم سياسيين وفاعلين، لكنهم بالحقيقة أداة تخريب العملية السياسية، التي بدأ نتاجها ووضعها المستقر أمنياً يظهر للعلن، سيما وهنالك زيارات مكوكية لرئيس الوزراء والشركات التي بدأت تتنافس، للاستثمار بالعراق في مجالات متعددة، ويسعى اؤلئك لبث السموم معتبرين العملية السياسية لا تمثلهم .
يصرح الاستغلاليين بالأمس القريب، تصريحات لا تمت للحقيقة بصلة، ويعتبرون الإرهابيين ثواراً يطالبون بحقوق، هم أكثر فئة نالتها بالتزوير! وإلا ماذا تسمي إرهابي فجّر نفسه على القوات الأمنية، يتم إعتبارهُ شهيداًّ!. ويقبض الملايين، بالوقت الذي تعاني عوائل الشهداء الحقيقيين، الروتين في الدوائر المعنية بحقوقهم، ومنهم من ترك ذلك، لانه لا يملك الأموال الكافية لمراجعة تلك الدوائر .
يفترض بكل من وقف مع الإرهابيين، وصرّحَ من على المنصات المشؤومة، إحالته للقضاء سواء كان مواطناً عادياً، أو رئيس كتلة أو حزب، وأتعجب من المراقبين كيف تمر عليهم هذه الإعتداءآت الموجهة للشريحة والمكون الأكبر! في التمثيل البرلماني ونعتهم بــ( المشركَة) تحقيراً لهم، وهو الذي كان يشجع على قتل القوات الامنية في المناطق الغربية من البلاد، وقد كلفنا إنهاء وجود الإرهابيين في تلك المناطق دماء لا يمكن نكران تضحياتها .
