النفاق وكما هو معروف اظهار شيء و اظمار خلافه لعدة دوافع اهمها حماية النفس من أي خطر يحدق بها و يهدد وجودها ، و يُعد الطابور الخامس فهو أحد الآفات ذات النتائج السلبية على واقع المجتمعات الانسانية و مستقبلها ، ومن اهم الاسباب التي تقف وراء هذه الآفة الخطيرة هو قلة الثقافة الدينية عند الانسان و انغماسه في مغريات ثقافة الحرية المزيفة و الانحلال ، ثم غياب الفكر الراجح و انعدام القاعدة العلمية عند الانسان مما يجعلانه سهل الانخراط في طرق الشيطان التي تؤدي إلى الهاوية و النفاق ، من الاساليب السهلة التي تحقق اهداف و غايات الاعداء ، مما يفسر لنا سبب انتهاج داعش لاسلوب النفاق و اعتماده كذريعةً لزهق الارواح و إراقة الدماء رغم أن هذا الآفة لم تكن من المبررات الشرعية و العقلية التي تكون حجة تامة في انزال عقوبة القتل بحق المنافق او مَنْ كان مرداً عليه سواء في الماضي أو الحاضر ، ولنا في عصر نبينا الكريم ( صلى الله عليه و آله و سلم ) و زمن الخلفاء الراشدين ( رضي الله عنهم ) خير ما نستشهد به لإثبات ما نقول في بطلان عقائد داعش و فساد فكرهم المارق عن الدين ، فكما اسلفنا فالنفاق هو لوجهان يتعامل بهما المنافق و المتردد به فداعش من اجل الوصول إلى غاياته و بأي ثمنٍ كان فقد انتهج اسلوب النفاق فظهر بثوب القديس لكنه سرعان ما كشر عن انيابه و كشف عن حقيقة أمره فجعل الناس مرمى لسهام اجرامه ، و ضحية لمعتقده العقيم و فكره المنحرف بدعوى النفاق و المنافقين و المرتدين لكن الحقيقة هم اولى بتلك التهم و الافتراءات و خير ما يكشف لنا حقيقة نفاقهم و فساد عقائدهم السيرة العطرة لرسول الله محمد ( صلى الله عليه و آله و سلم ) و خلفائه الراشدين ( رضي الله عنهم ) وما تضمنته من استيراتيجية محكمة في كيفية التعامل مع المنافقين او المترددين في النفاق ، فهل قتلوا يوماً منافقاً او مرداً على النفاق ؟ وهل ادرجت السماء النفاق على لائحة الجرائم التي يُعاقب على عليها مرتكبها بالقتل و سفك الدماء ؟ مالكم كيف تحكمون يا منافقين يا دواعش الاجرام و الارهاب العالمي وهذا ما تطرق إليه رجل الدين الشيعي الصرخي الحسني مستغرباً عن ما يقوم به تنظيم داعش من زهق للأرواح و استباحة للدماء بحجة النفاق فقال الداعية الاسلامي الصرخي : (( أي دين و أي شرع و أي رسول يبيح قتل الانسان لمجرد الخوف من شره ؟! أفليس هذا شرع الغاب ؟ فهل يرضى وهل فعل ذلك الخليفة أبو بكر أو عمر أو عثمان ( رضي الله عنهم ) ؟ أليست المدينة فضلاً عن غيرها من مدن ممتلئة بالمنافقين و ممَنْ مرد على النفاق أفليس مثل هؤلاء يجب أن نخاف شرهم ؟ فهل قتلهم رسول الله ( صلى الله عليه و آله و سلم ) أو أحد الخلفاء ( رضي الله عنهم ) لمجرد أنهم خافوا شرورهم ؟ لا يوجد مَنْ يشرعن ذلك و يبيحه إلا الفكر التكفيري الداعشي من ابن تيمية و أئمته السابقين ، ومن هنا يجب تصدي الفكر الصادق لأئمة الضلال ، أئمة التكفير و الإرهاب و سفك الدماء كي نقطع طريق التغرير و النفاق و الإجرام و شريعة الغاب )) . المحاضرة (21) من بحث وقفات مع التوحيد التيمي الجسمي الاسطوري في 25/2/2017 .
https://www.youtube.com/watch?v=VDWMQkDqZF8
بقلم // الكاتب العراقي حسن حمزة