تهنئةً منا وشكرًا وعرفانًا لصاحب الفضل الأول، ومنقذ العراق، بفتواه المباركة، من منزلقات وتهاون القادة الخونة، ورعونة الحكام، إذ نبارك لمرجعيتنا الدينية الشريفة ، بتحرير مدينة الموصل، والإنتصارات العظيمة التي تحققت بسواعد الأبطال الميامين، ونقدم شكرنا وتقديرنا لعوائل الشهداء والجرحى ، لما قدمه أولادهم وفلذات أكبادهم ، عندما أحتاجهم الوطن بساعته الصعبة والعصيبة ، ونبارك لشعبنا الشامخ برجاله الأبطال الذين سطروا أروع البطولات في جبهات القتال ، ضد أشرس العصابات التكفيرية، اليوم أنتصر العراق نصراً عظيماً في الموصل القديمة ، كما أنتصر في المناطق الأخرى، فجنودنا الشجعان عودونا ، ان ننتصر ، وقد أعطوا مقاتلونا الأشاوس ، درساً لكل العالم ، بأن الحرب مع العراق ناتجها نصراً لفرسان الرافدين ، لأن قادتنا وعلماء نا ، ورثوا الحكمة والشجاعة من الأنبياء والأوصياء ، فهم ان صمتوا فلعلة وان نطقوا فلحكمة .
ولما أنتهينا من معركتنا المهمة صار لزاماً علينا أن يعاضد بعضنا بعضا، ونتكاتف ونتوحد من أجل العراق ، و وطننا اليوم بحاجةٍ الى وحدة الصف ، والوقوف جنباً الى جنب ، وترك المصالح الشخصية الضيقة ، وتصفير الإزمات ووضع مصلحة الوطن ،على رأس الأولويات ، فعدونا ينتظر ان نتخاصم و نتناحر ، فيما بيننا ،
وعلام هذا التنافر والتقاطع ونحن أبناء وطن واحد ، وديننا واحد ونبينا جاء برسالته لنتوحد ، فهو لا يفرق بين أعجمي وعربي ، وقبلتنا واحدة ، ومرجعيتنا أوصتنا ببعضنا البعض فهم أنفسنا ، وهذا ما تشاهدونه اليوم في أغلب المناطق المحررة ، من جرذان داعش ، فتعاملنا مع اخوتنا ، كان مثالا للتسامح والاخلاق المحمدية الأصيلة ، فهؤلاء أبناء قواتنا الأمنية ، وحشدنا الشعبي الأبطال ، يضربون مثالاً رائعاً للانسانية ،
فنراهم ، يعرضون أنفسهم للموت لإنقاذ المدنيين من النساء والشيوخ والأطفال ، من تحت أنقاض المنازل المدمرة ، التي قصفها داعش ، فلنفتح من الان صفحة جديدة عنوانها الثقة والاطمئنان .
فالتراضي والعناق ، حان وقته ومحله مع تقديم التنازلات المتبادلة ، والأعتراف بالأخطاء وعدم تكرارها ، ومثلما تطالب بالحقوق ، تقع عليك واجبات والتزامات ، والدستور هو الحكم ، بين أبناء الشعب الواحد ، والتسوية الوطنية ، التي أطلقها التحالف الوطني ، بنودها لاتخرج عن روح الدستور العراقي ، وهي الحل الامثل لمشاكلنا القائمة ، فهي ضمانة أكيدة لكل الأطراف ، وهي مختلفة جذرياً عن المصالحات الوطنية السابقة التي بنيت على أساس هزيلٍ وفق مصالح شخصية ، وعهود ووعود كاذبة ، صرفت عليها المليارات في مؤتمرات وهمية ، كانت دوافعها ، لأغراض انتخابية ، بصبغة طائفية . وحين يبدأ العمل الجاد والحقيقي بهذه المبادرة الوطنية يكون العراق قد أنتصر سياسياً ، والتسوية الوطنية ، ليست تسوية سياسية فقط ، وأنما فيها أتفاقات أقتصادية وأمنية وسياسية ، ومفتاحها الإتفاق السياسي حتى يكون العراق مهيأً لكل بنود التسوية الوطنية المدروسة لدى أصحاب الشأن ، لترسيخ مبادئ السلم الأهلي والمجتمعي في عراقنا الجديد .
اما معنى كلمة تسوية ، فهي بالأصل اللغوي لفعل (سوّى) يدل على الاستقامة والاعتدال بين شيئين وسواه، كما في مصباح اللغة: ماثلة وعادلة ، والتسوية تعديل ذات الشيء ومساوتة .
علي حازم المولى