كثيراً ما يطل علينا ساسة العراق بمختلف عناوينهم الإدارية و القيادية و الاجتماعية و المذهبية ومن على شاشات التلفاز في دور البطل الذي صنع المعجزات ، أو التي عجز الآخرون عن انجازها فأصبح الإعلام المسيس المنبر الذي يطلقون ومن عليه تصريحاتهم الخاوية ، و مشاريعهم الفاسدة التي أطاحت بكل سبل التقدم ، و الازدهار بالعراق . فبات العراق يقبع في ذيل قوائم كل ما يرتقي و يتقدم العالم به في شتى مجالات الحياة العصرية ؛ بفضل السياسة الفاشلة و التخبط في إدارة أمور البلاد فوصل إلى ما هو عليه من خراب و دمار ، وهذا كله بسبب الساسة الفاسدين ، و مَنْ يقف وراءهم ، و يقدم له الدعم اللوجستي الكفيل بضمان بقاءهم في سدة الحكم ، فعلى سبيل المثال – و ليس للحصر - كثيراً ما يخرج ابن المرجعية الفارسية عمار الحكيم بتصريحاته المهولة بأنه يحارب الفساد و الفاسدين من أعضاء كتلته الحزبية ، فهل يا ترى هو صادق فيما يدعي و يقول ؟ و لنرى حقيقة تلك التصريحات ، وكما قلنا هذا السياسي المعمم من المقربين جداً للمرجعيات صاحبة الجنسيات المتعددة في أصولها ، ففي الآونة الأخيرة استيقظ العراقيون على وقع فضيحة فساد كبيرة بطلها محافظ البصرة السابق ماجد النصيراوي ، والمطلوب للقضاء العراقي بتهم الفساد ، و هدر للمال العام ، فعندما فاحتْ روائح فساده النتنة ماذا فعل عمار الحكيم : هل وفى بعهوده و قدَّمه إلى القضاء أم ماذا فعل ابن المرجعية ؟ فلأنه احد ابرز أعضاء كتلته السياسية في البصرة فهو فوق القانون فلم يجد بُداً من تهريبه إلى إيران مرتع الفساد و مأوى الفاسدين الهاربين من وجه العدالة لعدة أسباب هي : أولاً حتى لا تنكشف خيوط الجريمة المالية المنظمة التي يقودها عمار و أتباعه الفاسدين ، و ثانياً لكي لا ينفضح أمام الرأي العام و تظهر صورته الحقيقية ، و ثالثاً حتى لا يقف النصيراوي أمام القضاء و يكشف حجم الفساد المالي و الإداري الذي يمارسه ابن المرجعية الفارسية في العراق لذا تم تهريبه إلى إيران و تغلق كل قضايا الفساد المتهم بها فيضمن عدم تعرضه إلى المسائلة القانونية فتلك الجريمة كشفت حقيقة التصريحات التي يطلقها عمار الحكيم و غيره من السياسيين الفاسدين وهو ابن المرجعية التي تقاعست تماماً عن دورها في الدفاع عن حقوق العراقيين و حماية ثرواتهم و خيراتهم من الهدر و التهريب للخارج بل على العكس من ذلك تماماً فقد أغلقت أبوابها أمام أصوات الشعب الثائر ، و الذين استنجدوا بها في التظاهرات التي خرجت في جميع أنحاء البلاد مطالبين إياها بالوقوف إلى جانبهم من خلال اتخاذ موقف حازم تجاه السياسيين الفاسدين سراق المال العام بإصدار فتوى توجب القضاء على عليهم و تعيد للبلاد هيبتها ، و كرامتها التي سلبت ، و أموالها التي سُرقَتْ ، ولكنهم وجدوا الخيبة في مساعيهم و عدم الاكتراث لمطالبهم فتركتهم كالراعي الذي تخلى عن أغنامه و زج بها وسط قطيع من الذئاب و الوحوش المفترسة .
بقلم // الكاتب و الناشط المدني سعيد العراقي