إن الفترة الزمنية التي عاصرها الإمام الحسين (عليه السلام ) كانت مرحلة مصيرية ومفصلية في حياة المسلمين وفي الشريعة الإسلامية ، هذه المرحلة كان مخطط لها من قبل حكام بني أمية الانتقال من الإسلام كعقيدة إلى مرحلة ماقبل الإسلام والعودة إلى عصر الوثنية والجاهلية ...
حيث عرف واشتهر عن يزيد بن معاوية قوله (لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل ) .
من ضمن تلك الخطط الأموية مايلي :-
1- ابتداع حكم قتل كل من يخرج على الحاكم الظالم بحجة أنه مسلم نطق الشهادتين !!!!
2- فتح باب التحريف والكذب والدس على الرسول الأعظم على مصراعيه من خلال الكذابين من الرواة ووعاظ السلاطين .
3- تشويه مفهوم الإمامة الرسالي الحق باطلاق هذه التسمية أي ( الإمامة ) و ( الخلافة ) على الحاكم كائناً من كان ولو كان أفسق وأشر شخص في الأمة الإسلامية حتى وإن فعل الكبائر وارتكب الفواحش وأفسد في الأرض ! .
4- اذلال الإمة وإهانة الكرامات واستعباد الناس تحت ستار الحاكم المسلم ، وبالتالي نشر الفساد باسم الدين وتشويه صورة الإسلام ونبي الإسلام وصورة الصحابة الكرام بل كل حضارة الإسلام .
هذا وغيره من معاني نجد أن كل الشعوب المتحضرة والمتنورة تعمل به ، وعكسه تماماً الشعوب المتخلفة والقابلة بالذل والظلم والخنوع والعبودية للظالمين والجائرين من حكام وغيرهم .
فنرى أن المقياس لتقدم أي شعب في أي بقعة من بقاع المعمورة هو طلب الاصلاح كما فعل الإمام الحسين ( عليه السلام ) فهو ثار من أجل نشر العدالة في ربوع العالم أجمع بكل طوائفه وأعراقه ومعتقداته .
كما أشار إلى ذلك السيد الأستاذ المحقق الصرخي الحسني في بعض من محاضراته القيمة بقوله :
فلا نكون من الأمة التي قعدت عن الأمر والنهي والنصح والوعظ فصارت فاسقة وظالمة وأخذها الله تعالى بعذاب بئيس ،
ولا نكون من الأمة التي عملت السيئات ولم تنتهِ ولم تتعظ فعذبها الله تعالى وأهلكها وأخذها بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون فقال لهم الله كونوا قردة خاسئين،
قال العزيز الحكيم:
{ لَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ * فَلَمَّا عَتَوْاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ } الأعراف/165-166.
بقلم / سامر محمد