من أغرب الغرائب وأعجبها أن تجد هناك من يقول بالتوحيد ويرفعه شعاراً له ويجعله سبباً للتكفير وسفك الدماء و في الوقت ذاته تجد هؤلاء الموحدون يقدحون بالذات الإلهية ويطعنون بها ويسيئون لها بأبشع وأقبح صورة، وكذلك تجدهم يدافعون عن المنظر لهكذا فكر مريض ودخيل على الإسلام بل ويقدسون ذلك المنظر حتى صار دفاعهم عنه أكثر من الدفاع عن الذات الإلهية المقدسة!!!...
قد يسأل سائل ويقول هل يوجد في الإسلام مثل هكذا ناس ؟ نقول له نعم يوجد وهم أتباع ابن تيمية والمنظر لهكذا فكر هو شيخهم ابن تيمية وكتبه ممتلئة بهكذا أفكار قد كفر الناس تحت عنوان التوحيد وهو بالأساس من أكبر القادحين في الذات الإلهية، ولدينا العديد من الأدلة على ذلك ومنها : يقول ابن تيمية في كتابه ( بيان تلبيس الجهمية ) الجزء الأول في الصفحة 372 (( ولم يذم أحد من السلف أحداً بأنه مجسم، ولا ذم المجسمة)) وفي الكتاب ذاته يقول في الصفحة 373 (( وليس في كتاب الله ولا سنة رسوله ولا قول أحد من السلف الأمة وأئمتها أنه ليس بجسم وأن صفاته ليست أجسامًا ولا أعراضًا؟ فنفي المعاني الثابتة بالشرع والعقل بنفي ألفاظ لم ينف معناها شرع ولا عقل، جهل وضلال))...
وهنا نجد إن ابن تيمية :
1- في بداية الأمر يدافع عن المجسمة والتجسيم بقوله عدم وجود ذم على المجسمة وإن الذم موجه للنفاة الذين ينفون الجسمية عن الذات المقدسة, وهو هنا يعطي لنفسه مبرراً للتجسيم !!!.
2- يصرح تصريحاً واضحاً عن تجسيم الذات المقدسة ودليله على ذلك هو عدم وجود نفي في الكتاب والسنة والسلف لتجسيم الذات المقدسة, وبعد ذلك يطرح استدلال بأن كل من ينفي ألفاظ لم ينفِ معناها في الشرع والعقل يعتبر ذلك جهل وضلال ... أي من لم يجسم الذات الإلهية يكون على ضلال وجهل !!.
وهنا نسأل أتباع ابن تيمية حسب هذا الكلام الصادر من شيخكم ماذا تعتقدون به ؟ هل هو مجسماً أو لا ؟ ومن يقول أنه ليس بمجسم نسأله ما تفسيرك لقول ابن تيمية (( فنفي المعاني الثابتة بالشرع والعقل بنفي ألفاظ لم ينف معناها شرع ولا عقل، جهل وضلال )) الذي فيه تصريح واضح على أن كل الألفاظ الموجودة في القرآن أو في الروايات التي تتكلم عن الجوارح كاليد والساق والعين لايمكن نفيها لأن الشرع لم ينفها ؟ أي أنه يقول لله يد ورجل وعين ولايمكن نفي ذلك لأنها ثابتة شرعاً أما عقلاً فهي عند عقل ابن تيمية فقط هذا من جهة ومن جهة أخرى لماذا يبرر ويدافع عن المجسمة ؟ ...
وهنا نستذكر ما طرحه المرجع المحقق الصرخي من أسئلة حول حديث الشاب الأمرد الذي صححه ابن تيمية والتي توجه بها المرجع المحقق لأتباع ابن تيمية وذلك خلال المحاضرة الخامسة من بحث " وقفات مع.... توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري " حيث قال :
{{... أ- إن كان جوابهم بالتأويل للمعاني، فقد ناقضوا أنفسهم وخالفوا منهجهم من عدم التأويل، ( التفت: الآن عندنا أسئلة واستفهامات عن معاني، وعندنا أسئلة واستفهامات عن تأويل رؤيا وهنا الكلام عن التأويل في المعاني، أقول: إن كان جوابهم بالتأويل للمعاني. يعني يقول: يُقصد بروضة خضراء كذا ، ويقصد بان قدميه في خضرة كذا، وحلة خضراء كذا، وموفر أو موقر كذا، والشاب معناه كذا..، كتفسير كمعنى، استخدم التأويل والمجازات ) وعليهم التسليم بصحة وحلّيّة منهج المعتزلة والأشاعرة والشيعة في التأويل في موارد التشبيه والتجسيم أعاذنا الله من المشبّهة المجسّمة ( الاشاعرة والمعتزلة والشيعة يلتجئون إلى التأويل متى؟ في الموارد التي فيها تشبيه وتجسيم، يقولون هنا لا يُراد به المعنى الصريح، لا يُراد به المعنى المنسبق، لا يُراد به المعنى الحقيقي، وإنّما يؤول؛ يُراد به المعنى الآخر، يُراد به المعنى المجازي، يُراد به المعنى الثاني بالقرب، المعنى الثاني الذي ينسبق إليه الذهن وهكذا).
ب ـ وإن كان جوابهم بالإيجاب ولو على سؤال واحد من تلك الأسئلة فقد شبّهوا وصاروا مشبّهة وتعالى الله عمّا يقول المشبّهة الضالون.
جـ ـ وإن كان جوابهم بالإيجاب على كل الأسئلة فقد ثبت إنهم مشبّهة مجسّمة وأرباب التشبيه والتجسيم ومنبعه وأصله، (يعني تجسيم أصلي خط ونخلة وفسفورة).
د ـ وإذا كان جوابهم بالسلب على كل الأسئلة فنفوا عن الله كل ما رأَوه في المنام، فهنا الطامة الكبرى، فإنّهم لم يَرَوا اللهَ في المنام بل رأوا الشيطان، بصورة شاب أمرد وَفرة جعد قطط...، والمصيبة الكبرى إنّهم يزعمون أنّهم موحدون وأهل التوحيد ويقتلون الناس بدم بارد وبوحشية منقطعة النظير، نعم إنّهم أهل توحيد الشيطان والإرهاب والإجرام!!! فالرواية ساقطة باطلة جزمًا مهما كان رواتها، فلا قدّسية لأحد أبدا ولا لكتاب غير القرآن أبدا، مع التشبيه والتجسيم وتنزيل الشيطان منزلة الله سبحان الله وتعالى عمّا يقول الحَشْويّة الدواعش التيمية المفسدون...}}.
فمع هذه الأدلة يثبت لأتباع ابن تيمية أنه مجسم ولا يمكن إنكار ذلك ومن ينكره فإنه معاند ومغالط ولا يريد أن ينزه الذات الإلهية المقدسة بل إنه يقدح بها من أجل ابن تيمية فعنده ابن تيمية أقدس من الذات الإلهية والعياذ بالله.
بقلم : احمد المـــلا