من الحالات التي يمر بها التاريخ الإسلامي هي المراقبة تحت تأثير قوى تبدو إلى الآخرين أنها تريد أن تحمي منهج الإسلام لكن في حقيقة الأمر أنهم يرسمون برامج لتغير عقول الناس وإبعادهم عن تربية القرآن ومنهج أهل البيت ( سلام الله تعالى عليهم أجمعين ) حتى ينالوا رضا أعداء الدين والإنسانية , ومن خلال ذلك سعى المنافقون إلى التلاعب في مشاعر الناس وزرع الفتن المظلمة المدمرة للشعوب , حيث أخذت هذه الأفكار تتغلغل في أجواء من يحكمون البلاد فأصبحوا تحت مطية الشيطان وأساليبه الملتوية ضد أئمة الهدى ( عليهم السلام ) .
في الواقع أنّ ضعف شخصيّة الحكّام هو أحد عوامل التفكك والإنهيار الذي أصاب الدولة الإسلامية،، كما كان لظلم الاُمراء والوزراء دوره البالغ في زعزعة ثقة الناس بالحكّام وإثارة الفتن والشغب داخل بلاد المسلمين. تمرّداً على ظلم الظالمين ونهب ثروات المسلمين والاستهتار بالقيم الإسلامية والتبذير في بيت مال المسلمين کانت جهود أهل البيت (عليهم السلام )تترکز لحفظ الشريعة نقية خالصة کما جاء بها سيد المرسلين (صلى الله عليه وآله وسلم )ولذا اتجهت الکثير من أحاديثهم وما کتبه تلامذتهم في بيان عقيدة التوحيد ونفي التجسيم والتشبيه وغيرها من الظنون والأوهام عنها ، وفي بيان آيات القرآن الکريم وتوضيح شؤون الأحکام الإسلامية في مختلف شؤون الحياة.
إنصرف الإمام الهادي عليه السلام إلى خدمة الإسلام الحنيف، عن طريق الدفاع عن أصوله ونشر فروعه، فناظر المشكّكين وتصدّى للمحرفين المنحرفين، بالإجابة عن أسئلتهم بالأسلوب الهادئ الرّصين، المدعوم بالحجّة والمنطق، وكانت الرّسائل تصله من مختلف أنحاء العالم الإسلاميّ، ويتلقّى الأموال الشرعيّة فيصرفها في وجوهها وعلى المصالح الإسلامية العامّة
ومن هذا المنطلق كان لأنصار المحقق الأستاذ الصرخي الدور الأمثل في إعطاء عزاء الشور والبندرية الأهمية الكبيرة لإحياء وفاة الإمام الهادي ( عليه السلام ) وهذا مقتبس من كلامهم الشريف جاء فيه :
((يا هاديًا بالعلم يا بن الرسول الأكرم، أنت الإمام القدوة والعدالة والسلم، الوقار والهيبة شيمتك ووصفك صاحب الكرم، آثار النبوّة تجلّت بك، فالكلّ يشهد بها وآمن وسلّم، بشراكَ سيدي، مقامك شامخ في العلى لأنك السيّد الحسن الكلام وفيك فصاحة الكلم، فيا ليتنا كنّا معكَ سيدي فنحظى بتلك المعارف التي يندى بها لسانك الفصيح الأشمّ، يا علي بن الجواد يا أبا العسكري يا من تشرفتَ فأصبح الحفيد لك المهدي المكرّم، فلنندب ونؤبّن ونكسو الروح سواد الحزن لفقدك ولنشدو بتراتيل العزاء وبقصائد الشور والبندرية نلطم، ولنعزّي جدّك الأعلى المرسل الخاتم، وآله وصحبه الأطهار عليهم الصلاة منها الكثير؛ بل الأتمّ، والأمّة الإسلامية بأجمعها لاسيّما العلماء بالعمل والعلم، وفي مقدّمتهم سيد المحققين الصرخي الشهم.))
3 رجب ذكرى استشهاد الإمام علي الهادي (عليه السلام)
http://cutt.us/5h2mJ
ومن هذه النظرة فقد کان الإمام علي الهادي (عليه السلام) قدوة في الأخلاق والزهد والعبادة، ومواجهة الظلم ورفض الظالمين، ومناراً للعلم والالتزام، لذا فقد وصفه العلماء ورجال السياسة وأصحاب السير بما يستحق من صفات العلم والفضل والأدب.
احمد الركابي