حركة أو هزة تحصل في طرفي أو وسط هذه السلسلة حتماً سيوثر بدرجات متفاوته في معظم أجزاءها .
“والجماعات الإنسانية لا تعيش بأفكار معزولة عما سبقها من الأفكار، وإنما يؤثر السابق في اللاحق، ويتأثر اللاحق بالسابق”، فيلحظ على سبيل المثال بأن الفرق الإسلامية لم تخرج أقوالها ومعتقداتها المنحرفة من عباءة مؤسسيها فحسب بل كان لتلك العقائد التي تبنتها بعض الفرق صلات بعقائد وأفكار لها جذورها في التاريخ القديم
هذا الفهم وهذا الفكر هو مرض إبليسى (شيطانى ) قديم ( أنا خير منه ) حين رفض السجود لآدم ظنا منه أنه أفضل منه فكيف يسجد له ؟ وكيف يسلم وينقاد له وهو الأفضل والأخير والأذكى هذه النفس الإبليسية وهذا المرض الشيطانى داء عضال حينما يصيب الفرد الواحد
فكيف به حينما تبتلى به جماعات وحركات وفصائل من الأمة ؟
الفرد المصاب بهذا الداء يحتاج إلى مرشد ومربّى ربانى ليخلصه من هذا الداء ويشفيه من هذا الوباء من مرض الكبر والعجب حتى ( يسجد لآدم )يسلم أن الحق قد يكون على لسان منهو أدنى منه منزلة ومكانة والفهم السليم قد يكون عند من هو أقل منه شأنا يسلم إن علم العليم ( سبحانه وتعالى ) فى كل العالم لم يحتكره أحد ، وأن الله قسم الأرزاق والأخلاق والعقول والفهوم وأن الإنسان يصيب ويخطئ ,ويعلم ويجهل ,وأن العصمة لا تكون إلا لنبى ,وأنه يعرف أشياء ويجهل ملايين الأشياء وأن ليس كل مالا يراه لا وجود له
هذا المرض الذى أصاب جماعات من الأمة الإسلامية واستشرى فيها هذا الداء فأقصت الآخر ورفض أن تسمع للآخرين واتهمت المخالف بالكفر وبالخيانة وقسمت الأمة إلى مؤمن وكافر المؤمن هو وجماعته وشيخه وباقى الأمة أقرب للكفر منهم للإيمان واتهمته بالخيانة والعمالة فكانت النتيجة كما نرى الآن أمة مقسمة متفتتة يكفر بعضها بعضا ويقتل بعضها بعضا
بسبب جماعات مصابة بهذا المرض الشيطانى تقاتل من أجل الإمارة وقد تتعاون مع الشيطان من أجل الحكم والملك قادها هذا المرض لتكفير علماء المسلمين
ومن هذه الرؤية الواقعية حيث بين احد المحققيين الاسلاميين المعاصرين فكر الخوارج القاتل والمدمر للشعوب ,وما حصار مكة من قبل يزيد الفاسق الا صورة من صور الشناعة التي يحملونها في نفوسهم المريضة , وهذا جزء من كلامه حول دولة الخوارج المارقة :
((العقيدة: كتاب مجمل اعتقاد السلف: الوصية الكبرى: فصول في بيان أصول الباطل التي ابتدعها مَن مرق من السنة: فصل في الاقتصاد والاعتدال في أمر الصحابة والقرابة ((الأمر الثاني: إنّ أهل المدينة النبوية نقضوا بيعة يزيد ، وأخرجوا نوّابَه وأهلَه، فبعث إليهم جيشًا، وأمره إذا لم يطيعوه بعد ثلاث أن يدخلَها بالسيف ويبيحَها ثلاثـًا، فصار عسكره في المدينة النبويّة ثلاثـًا يقتلون وينهبون ويفتضّون الفروج المحرمة، ثم أرسل جيشًا إلى مكة المشرفة، فحاصروا مكة، وتوفي يزيد وهم محاصِرون مكة، وهذا من العدوان والظلم الذي فـُعل بأمره....)).
مقتبس من المحاضرة {3} من بحث " الدولة..المارقة...في عصر الظهور...منذ عهد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم)))
بحوث : تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي للمرجع الأستاذ
19 محرم 1438 هـ - 21 / 10/ 2016 م
فاضل الخليفاوي