التطبيع بين المغرب وإسرائيل: " خطيئة سياسية وأخطار مستقبلية"

جمعة, 12/25/2020 - 20:15

 يدور الحديث عن اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على كامل أراضي الصحراء المغربية، وعزمها على فتح قنصلية أمريكية هناك. فبموجب قرارها هذا، أقدمت إدارة دونالد ترامب على تقويض الإطار القانوني الدولي المعترف به عموما لتسوية خلاف الصحراء ، والذي ينص على تحديد الوضع النهائي لهذه المنطقة من خلال استفتاء".

حيث أثار اتفاق إقامة علاقات دبلوماسية بين إسرائيل والمغرب ردود فعل متباينة في موسكو.

بدورها وزارة الخارجية الروسية عبرت عن أملها في أن تساهم الصفقة الإسرائيلية المغربية في "تحسين الوضع العام في منطقة الشرق الأوسط".

وجاء في البيان "في الوقت نفسه، نلاحظ أن واشنطن، في الواقع، وفيما يتعلق بهذا الحدث، اتخذت من جديد خطوة أحادية الجانب تهدد الاستقرار الإقليمي".

حيث أنه من المرجح أن يتسبب تصرف ترامب في احتكاك مع الجزائر، أهم حليف لحركة البوليساريو، التي تحارب لانفصال الصحراء عن المغرب، ويعرض العلاقات الأميركية مع الجزائر للخطر بشكل كبير، على الأقل حتى 20 يناير عندما يؤدي الرئيس المنتخب جو بايدن اليمين الدستورية بصفته رئيسا جديدا لأميركا.

قرار ترامب الذي لم تبق إلا ايام معدودة لمغادرته للبيت الأبيض يعد في الوقت الراهن مجرد بيان يمكن لبايدن أن يقول بسهولة بشأنه إن إدارته لا توافق عليه، وتؤيد تسوية تتفاوض عليها الأمم المتحدة.

يذكر أن هناك أصوات وازنة في واشنطن تطالب بضرورة التراجع عن القرار، ومنها جون بولتون مستشار الأمن القومي السابق لدونالد ترامب، والآن جيمس بيكر وزير الخارجية السابق في عهد جورج بوش الأب، والذي شغل منصب مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة في نزاع الصحراء ما بين 1996 إلى 2004، وقدّم وقتها ما يعرف بمقترح جيمس بيكر في نسختيه، الأولى تتجلى في الحكم الذاتي، ثم المقترح الثاني وهو الحكم الذاتي لمدة أربع أو خمس سنوات ثم الانتقال الى استفتاء تقرير المصير.

القرار" الملغوم " للرئيس الأميركي دونالد ترامب بتأييد سيادة المغرب على الصحراء يضع الولايات المتحدة على خلاف مع الرأي العام العالمي، ويهدد بتحول الصراع لحرب مفتوحة، ويجتذب دولا أخرى في الإقليم، ويعيق الحرب ضد الجماعات المتمردة في منطقة الساحل، ففي حالة ما إذا تجددت الحرب في الصحراء الغربية يمكنها أن تجتذب تدخل دول أخرى، وتحولها إلى صراع إقليمي ، يمكن أن يؤدي عدم الاستقرار والحرب إلى فتح أبواب "للجماعات الإسلامية العنيفة" العاملة في غرب أفريقيا، كما حدث في العديد من البلدان الأخرى.

يُذكر أن الولايات المتحدة وفرنسا ودولا أخرى ظلت تعمل في منطقة جنوب الصحراء الكبرى الشاسعة المعروفة باسم "منطقة الساحل"، أو على الحدود معها؛ لمحاربة حركات التمرد تلك، وإن نشوب حرب في الصحراء الغربية، لا سيما إذا نشبت بين الدول المجاورة، فمن شأنها أن تعيق هذا الجهد بشكل كبير .

بقلم محمد الرضاوي: اسبانيا صحفي باحث.

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف