لا مكان للفرح في حياة الشعب الفلسطيني وعبر سنوات التشرد والنكبة الممتدة على امتداد الجرح الفلسطيني النازف دفع الشعب الفلسطيني الثمن باهظا ومتراكما من حياته وفرحه وأيام اعياده التي غالبا ما كان يحولها الاحتلال الإسرائيلي الغاصب إلى أيام مئاتم بفعل ممارساته وتنكيله بالحقوق الفلسطينية حيث شكلت سنوات الظلم والقهر التي عايشها أهلنا سواء في الداخل الفلسطيني أو قطاع غزة والقدس والضفة الغربية أو أماكن الشتات الفلسطيني في منافي الغربة والقهر لتكون أعيادنا الحقيقية هي يوم عودتنا والفرح مؤجل الي اشعار وتاريخ العودة إلى الديار وإنهاء الوجع الفلسطيني والهم الوطني والانتقال إلى ممارسة الحقوق التاريخية المسلوبة وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة والقدس عاصمتها .
يمر علينا عيد الفطر السعيد هذا العام في ظروف صعبة ومعطيات قائمة والحرب الشرسة تقتلع وتحرق الأخطر واليابس والدم الفلسطيني ينتهك على أعتاب القدس الشريف فى حرب يشنها الاحتلال والنازية الاسرائيلية الجديدة على القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية والعدوان الشرس يتواصل والقصف يدك الأمنيين في منازلهم مخلف المجازر بين الأطفال في وضع لا يمكن تصوره وظروف معقدة يعايشها أبناء شعبنا الفلسطيني من حصار وتجويع وقهر أدت الي ارتكاب مجازر جماعية وانتهاك للقانون الدولي من قبل قوات الاحتلال ومؤسساتها الاستعمارية القائمة على ممارسة الإرهاب المنظم بحق المواطنين الفلسطينيين الآمنين في بيوتهم وممتلكاتهم التي أصبحت مستباحة للقصف الإسرائيلي في أي وقت .
يأتي عيد الفطر مع استمرار مشاريع الاحتلال الغاصب وإعلان الحرب الظالمة على غزة وتنكر العالم الصامت لكل الحقوق الفلسطينية ومواصلة العدوان على كل فلسطين معتدين على حرمة أراضينا وضاربين بعرض الحائط كل القوانين الدولية ومستمرين في فرض الحصار على القدس تاركين عصابات المستوطنين يعربدون ويصولون في القدس ومعتدين على حرمة المسجد الأقصى في هذه الأيام الفضيلة وخاصة في أيام عيد الفطر أعاده الله عليكم وعلى امتنا العربية والإسلامية وكل الأحرار في العالم بالخير آملين من الله عز وجل ان يأتي العيد القادم وأرضنا الحبيبة فلسطين قد تحررت من دنس الاحتلال الإسرائيلي ونصلي جميعا في المسجد الأقصى المبارك .
بأي حال عدت يا عيد وفلسطين الجريحة تنزف والاحتلال الغاصب يواصل عدوانه ويمارس سيطرته وسرقته للحقوق الفلسطينية فكيف يكون الفرح وكل هذا الدمار يلحق بأبناء الشعب الفلسطيني ولكن برغم الألم فان فلسطين الجريحة ستنتصر ويعلو جراحنا ليرسم خارطة الوطن ولن يكتمل حلمنا وعيدنا إلا يوم عودتنا وتحرير قدسنا .
وبرغم كل هذا الدمار والعدوان ومع تزايد اعداد الشهداء إلا ان فلسطين تنتصر وتتحدي هذا المحتل الغاصب ولا يمكن الا ان يكون الانتصار حليف الشعب الفلسطيني وعاشت فلسطين والتحية لشهدائنا الأبرار وللأسرى في سجون الاحتلال وشعب فلسطين في جميع أماكن تواجده وخاصة أهلنا الصامدين والمرابطين في القدس والخليل ونابلس وجنين وغزة وكل المدن الفلسطينية .
هذا المشهد الفلسطيني القائم في أيام عيد الفطر السعيد هو المشهد القائم والذي يتكرر بالأغلب كل عام ولا يكاد يخلو هذا الألم من حياة الشعب الفلسطيني الذي تعود على هذا السلوك المهيمن على حياته اليومية وان جرائم الحرب التى تمارس ضده بشكل ممنهج ومدروس أصبحت تفرض عليه علاقة التحدي للواقع ورفض هذا الظلم والاستبداد الذي يخلفه مشهد الدمار الشامل الذي لحق بالإنسان الفلسطيني عبر سنوات الحسرة والألم والتشريد والضياع .
بقلم : سري القدوة
سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية