باسم الحزب الشيوعي العمالي العراقي نهنئ جماهير العراق بمناسبة العام الجديد، بعمالها وكادحيها ومناضليها على طريق الحرية والمساواة، ونتمنى أن تنعموا بعام يسود فيه الأمن والسلام والرفاه.
لقد كان عام ٢٠٢١ مثل بقية الأعوام التي مضت، حيث تطاول المليشيات وعصابات الإسلام السياسي على المجتمع، عام الورقة البيضاء التي سنها الكاظمي وحكومته المحاصصاتيه التي وسعت من مساحة الفقر والعوز ووقعت عليها جميع الكتل القومية والطائفية الفاسدة لاستمرار وإدامة امتيازاتها، عام تفاقم معدلات البطالة وازدياد عدد العاطلين عن العمل وسلب حقوق العمال من الضمان الاجتماعي والصحي والتقاعد وزيادة الأجور عن طريق تشغيلهم أما بالأجور اليومية أو بالعقود، عام المراوغة والكذب والنفاق السياسي للإفلات من العقاب؛ لأولئك الذين خطفوا الحياة من اكثر ٨٠٠ إنسان في عمر الزهور، وما زال القتلة والمتورطين بدماء بناتنا وأبناءنا يتربعون في مراكز السلطة، ومستمرون بالسرقة والنهب و يعتاشون على سلب مقدراتنا وسرقة جيوبنا، عام استمرار مأساة مئات آلاف من النازحين في المخيمات منذ اجتياح وحوش داعش مساحات شاسعة من العراق بفضل السلطة الطائفية التي كان يقودها حزب الدعوة بزعامة نوري المالكي، عام إدامة معاناة الايزيديين التي لا نهاية لها سوى المزايدة عليها لمكاسب سياسية ومادية، عام يدمى له جبين الإنسانية لما تصاعد من الظلم الجنسي على النساء، حيث تصاعدت أعمال العنف ضد آلاف منهنّ في عمليات القتل تحت عنوان غسل العار و الشرف، وتزايد حالات الانتحار، وتشديد الفقر والعوز عليهن بسبب البطالة، ومحاولات سن القوانين المعادية لهنَّ وآخرها مشروع قانون ٥٧ لسلب الحضانة من الأم، عام استمرار الظلم الطائفي والتطهير الديموغرافي في المناطق الغربية والمصنفة بالسنية والتي وراء عودة عصابات داعش من جديد.
بيد انه يجب أنَّ نذكر بأن عام ٢٠٢١ وتحديدا في ١٠ أكتوبر، وجهت صفعة موجعة بوجه جناح من أجنحة الإسلام السياسي الشيعي وعصاباته المجرمة، فبعد انتفاضة أكتوبر جاءت الانتخابات لا لتعاقب جماهير العراق أحزاب الإسلام السياسي الشيعي الموالي للجمهورية الإسلامية في ايران فحسب، بل لتعاقب كل السلطة المليشياتية والعملية السياسية برمتها ولتقول كلمتها بأن لا شرعية لكم و لسلطتكم التشريعية والتنفيذية والقضائية، لقد شددت بحق عدم مشاركتكم المطلقة في الانتخابات من الأزمة السياسية، وفشلت كل فذلكات وأكاذيب الكاظمي وحكومته والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة حول الانتخابات بأنها اكسير التغيير، والحقيقة التي كانت ورائها أي وراء كل التطبيل الإعلامي عن الانتخابات هي إعادة إنتاج العملية السياسية ونفخ الروح فيها بعد ان هشمت انتفاضة أكتوبر العظيمة وجه العملية السياسية ووضعت علامة استفهام على شرعيتها وأسقطت أكثر الحكومات الإجرامية التي انبثقت عنها منذ الاحتلال وهي حكومة عادل عبد المهدي المدججة والمدعومة بسلاح المليشيات، ومازالت تلك القوى الإسلامية بما فيها المنتصرين فيها في الانتخابات المزعومة، تلعق جراحها من ضربات تلك الانتفاضة، و هي انتفاضة الملايين من العاطلين عن العمل والنساء وعمال العقود والأجور و التواقين إلى الحرية والمساواة.
وليس هذا ما جرى في العام الذي سنودعه فحسب، وإنَّما كان وضع القوى الإسلامية الفاسدة لا تحسد عليه، حيث شعرت وبالرغم من كل عمليات الترهيب والقتل والاغتيالات وتنظيم المناسبات الدينية الكبيرة التي تمول من سرقة ونهب الأموال عبر عمليات فساد منظمة، وبالرغم من بيانات حزب الدعوة ووعيد مقتدى الصدر للجماهير إلا أنهم جميعاً لم يستطيعوا أن يحركوا برياحهم المسمومة أي غصن من غصون المدنية والتحضر التي تضرب جذوره في عمق المجتمع، إذ فشلو بأن يمنعوا الجماهير من حب الحياة والفرح الذي توج في مهرجان بابل والمناسبات والاحتفالات الأخرى. أي بينت التجربة بشكل عملي أن الأمل بالتغيير ما زال قويا في صفوف جماهير العراق، وإن طوي كل صفحات الأعوام الماضية يتم فقط نحو تشديد النضال من اجل تحقيق الحرية والمساواة والأمان.
أيتها الجماهير
ليكن عام ٢٠٢٢ عام تنعمون فيها بالأمن والسلام، عام تعاد فيه القوى الإسلامية بجميع مشاربها إلى الكهوف التي قدمت منها، عام يتحقق فيه إنهاء الظلم الجنسي على النساء، عام تنتهي كل مأساة جماهير العراق وتتحقق المساواة ويعرف البشر على أساس الهوية الإنسانية، عام فرصة عمل أو ضمان بطالة لكل العاطلين عن العمل، عام تحقيق أهداف عمال العقود والأجور.
سمير عادل
سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العمالي العراقي
نهاية عام ٢٠٢١