العراق بل والأمتين العربية والاسلامية شعوبا وثروات وتاريخ . ماضيا وحاضرا ومُستقبلا . أسقطوا في الرمال المُتحركة . وللاسف اغلبنا جهلا او قصدا قد شارك في ذلك لاننا في تحليلنا لواقعنا وتثقيفنا لانفسنا واولادنا افرادا او تنظيمات . كلنا تقريبا نفترض ان حكامنا مُسلمون مُخلصون وطنيون انقياء اتقياء شجعان يسعون جاهدين في مُحاولة انقاذنا ولهذا تصب قراءاتنا دائما في هذا الاتجاه . ولاننا عاطفيين نفكر بالمشاعر بعيدا عن العقول تاتي قراراتنا في اغلب الاحيان خاطئة . لكننا نبرع كثيرا في نشر قصائد الحُب والولاء والسلوك الراقي الذي يُساهم في تمسكنا بهم .
ابتسم الملك وضحك الامير وقال القائد ومنح الرئيس . وهم مُجرد دمى يُحركها الاسياد من خلف الستار والان اصبح علنا . لم ولن نرى منهم سوى البؤس والحرمان والذل والعار ... منذ 2003 ونحن ننتصر ونُحرر ونتَحرر في الخيال . ولكننا في الحقيقة نغوص يوميا اكثر واكثر في رمال العدو الامروصفيوني ( امريكا والصهاينة والصفويين ) وبمُجرد ان اذيع خبر زيارة بايدن الى المملكة العربية السعودية حتى خرجت نفس الابواق الرنانة الفنانة التي تستنبط وتُحلل وتُعلل . وخصوصا بعد ان انزوى الصدر الى الحنانة . بل تعد وتتوعد أو تبشر بالتحرير والتغيير والقادم الاجمل وتُوزع المناصب وتُوضح من الذي تمنحهُ العفو ومن تُحاسب . ولايعلمون ان الكل سيقتل الكل . راغبا كان ام غير راغب .
افلام ومسرحيات في مُحاولة بائسة للحصول على لقمة ولو كانت صغيرة من كعكة هذه البلدان التي ضيعها انجرافها الى حضيرة الجهل والتخلف والخرافة وعبادة الاوهام . لماذا التقى العاهل الاردني والسيسي في مصر ؟ ثم في العراق ؟ ثم هذا اللقاء ؟... هل هو لازالة نظام الملالي ام اعادة العلاقات معهم ومنع توجيه ضربة او تخفيفها لو امكن خوفا على المشاعر لانها ليست بغداد . بغداد السبية التي باعها اهلها بعد ان قيدوها وسلموها الى الاغراب . انهم يلتقون لانقاذ اذرع ايران بعد ان ينقل الكاظمي تعهدهم بالتخلي عن الملالي كذبا كما تعودوا وما سيجري امر مُختلف تماما بل هو المزيد من الخنوع والخضوع وتسليم المقدرات والتراجع الديني والاخلاقي والعلمي والثقافي والانساني . وسنصبح عبيدا رسميا ...
المهم ان تبقى العروش وتكبر الكروش وتزداد القروش مهما كثرت النعوش فهذه الشعوب عندهم في زيادة وقتلنا لديهم تقربا الى ربهم الاعور الدجال وعبادة .
اليهود يقودون التنين الصيني واتباعه من الدول والذيول حتى اخر دمية وكذلك الصهيونية نزولا الى اخر موظف حكومي . ونحن الحطب والادوات التي تموت بكل حُب . مُقابل حفنة من الدراهم . لتكبر اهرامات الذهب التي يستخدمونها كسياط تجلد اجساد الفقر الذي نخر حياة شعوبنا . والنظام الصفوي هو الطنطل الذي جيء به لاخافة ما يُسمى حكام الامة لافراغ جيوبنا .
قالت قناة السي إن إن : ان إيران رفعت حالة التأهب في قوات دفاعها الجوي وهو مؤشر مُحتمل على أنها تستعد لضربة ما .. هل سيلجأ الى ضربة يسحب من خلالها ملايين الدولارات وفي الوقت ذاته هو استعراض للقوة على ما يُسمى قادة الدول العربية ؟ ... حرب نفسية واعلامية وبث روح الامل في امة الاموات . الامل الذي ما يلبث ان ينتهي بعد اكتشاف انها كانت من اجل ان تصبح اكثر قوة . وتقضم المزيد من الارض وتمتد اكثر عمقا . مازلنا لانعرف ان الدين الاسلامي واهله والمرأة والطفولة هم الهدف ولا اعتقد ان ما سيجري يصب في صالحنا ابدا . لان هؤلاء عندما يلتقون لن تثمر اجتماعاتهم سوى الشقاء والعداوة والبغضاء والمزيد من الانهيار والذل بدل العطاء . سيتفقون بينهم على تقاسم المغانم ويعود كل منهم الى عصابته غانم . بعد ان قدم المزيد من التنازلات والهزائم وملؤوا بطونهم من الولائم .
بايدن سيأتي من اجل اكتمال عملية التقارب والتطبيع . ولو تلاحظون ان كل المشاريع التي تنجز الان كلها باسم ما يُسمى المرجعية للتغطية على السرقات ومن اجل ترسيخ التمسك بها والولاء المطلق لها وضياع جنوب العراق كما ضاع شماله والى الابد ... منحوا الجنسية للافغانيين والايرانيين وجعلوهم تجار وملكوهم بيوت فارهة واسسوا خلايا كبيرة جدا تخفي بين اجنحتها دولا وافقروا الشعب المظلوم .
يعرفون كيف يلعبونها ولهذا تراهم منذ ان بدؤوا يشمون رائحة الثورة واذا بها تبدا المشاريع فجأة والاهتمام بحياة الناس ويعلنون عن انشاء المدارس لانهم يريدون انقاذ نظامهم العفن المحمي من الصهيونية العالمية الذي لايمكن التنازل عنه بعد ان ضُربت التنظيمات الدينية والسياسية والاحزاب القومية وكل مقومات الوحدة العربية التي كانت تشكل الامل الحقيقي في الانقاذ بعد ان استبدلوها بسفاحين وفنانين قتلة او فاشلين يبحثون عن فتات المناصب والمكاسب . وبهذا تم الاجهاز على ما تبقى مما كان يطلق عليه الوطن العربي .
ولكن اود ان اقول شيئا الى الاصدقاء قبل الاعداء : تذكروا ان الخالق يتدخل عندما نعجز نحن وقد وعدنا بالنصر وربنا لايخلف الميعاد فلا تفرحوا لهذا التفوق الشيطاني المؤقت . ولكم في التاريخ عبرة ولكنكم لاتقرؤون .
لاتصدقوهم لانهم لو كانوا يريدون اسقاط عمائم الشياطين بحق ما ساهموا في ازالة النظام الوحيد الذي وضع رأس خمينيهم تحت حذائه ولا سمحوا بتصفية القادة والطيارين ورجال الدولة الذين قاتلوهم بقوة وبطولة . أو مازالوا مقيدين في اغلال الذل في سجونهم ... سينشؤون منظومة رادار ودفاع جوي موحد وتعاون امني وقد تحقق حلم اسرائيل التي ستكون الضامن الوحيد لأمن الخليج . وهذا كله يدعوهم الى عقد معاهدة سلام لم تكن لتنجز لولا البعبع الصفوي .
لم ينتصروا بقوتهم ابدا . بل بسبب فرقتنا وضعفنا
محمود الجاف