نشاط تنظيم القاعدة في ثلاث محافظات يمنية هو أيضا فرصة جيدة لأمريكا،لأنه وكما عودتنا أمريكا بأنها تقوم بالتدخل عسكرياً في بعض البلدان، تحت ذريعة مقاومة الإرهاب ومراقبة تحركاته
فإنها تنشر بوارجها الحربية على السواحل العربية، وتقوم ببناء قواعد بحرية أو عسكرية الذي يساعد هذا العمل في دوره بإيجاد تأمين وحماية أكثر للعدو الصهيوني.
وهذا العمل هو السبب الذي أعطى الجيش الإيراني القوة أكثر لتقوية أسطوله البحري للدفاع عن سواحله.
عشية السنة الثالثة لغزو السعودية إلى اليمن، أصبحت التطورات في البلاد أكثر تعقيدا وأكثر خطورة يوماً بعد يوم. ونرى هنا أن الخطر في اليمن ليس فقط الغارات التي ينفدها طيران عدوان التحالف، وإنما هناك خطر كبير يمنع من تقدم هذا البلد نحو الأمام وإستعادة الأمن فيه، وهو وجود التنظيمات الإرهابية والمجموعات المسلحة فيه.
وفي هذا الوسط، نجد القاعدة في اليمن المعروفة ب” تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية”،
بأنها الغصن الأكثر نشاطاً والأكثر خطورةً من الجماعات الإرهابية المتشددة لتنظيم القاعدة في العالم، و واحدة من المجموعات الرئيسية.
وقد بدأ هذا التنظيم أعماله الإرهابية، انطلاقاً من السعودية، ولكن أصول تشكيله، تعود إلى أفغانستان، أي عندما كانت أفغانستان تحت تصرف أمريكا، والتي قامت بتأسسس هذه المجموعة مدعومة بالأفكار المتطرفة بحجة محاربة الجيش السوفيتي في أفغانستان.
وفي هذا الصدد، قامت أمريكا من أجل تعزيز صفوف المتشددين، بضم الشباب الأفغاني والباكستاني إلى هذه المجموعة بالإضافة إلى شباب اليمن الذي تم إرسال بعض منهم إلى أفغانستان.
وبعد خروج قوات السوفييت، تابع هذا التنظيم عمله، وقام الأعراب اليمنيين في أفغانستان بتثبيت قدمهم، مما نلاحظ اليوم أن الكثير من قادة تنظيم القاعدة هم من أصل يمنين مثل بن لادن وغيره.
وكما هو الوضع اليوم يقوم تنظيم القاعدة بالمتابعة والعمل ضمن مخطط واشنطن في منطقة الشرق الأوسط.
وخصوصاً بعد فشل الجماعات اليمنية في تشكيل حكومة وحدة وطنية، وسياسات عبد ربه منصورالتي اتخذت طابع من جانب واحد، وهجوم تحالف العدوان على اليمن بقيادة السعودية، أدى إلى تدهور الوضع الأمني والسياسي في اليمن وحدوث أزمة كبيرة فيه، وكان العامل الأساسي في توفير الظروف الملائمة لتسلط تنظيم القاعدة على أجزاء من البلاد.
وقام هذا التنظيم بالبدء في نشاطاته في محافظات عديدة أهمها حضر موت، ابين وشبوة، نظراً لأهميتها الاستراتيجية ووجود مصالح أمريكية سعودية مشتركة فيها لاحتواءها على النفط.
وطوال السنوات الثلاث، لعبت قوات أنصار الله دوراً هاماً في تثبيت وحماية هذه المناطق من تنظيم القاعدة ، ولكن عقب توافق أنصار الله مع “حركة جنوب اليمن” ونقل السيطرة على المنطقة إلى هذه المجموعة، كانت السبب في تقديم الفرصة لتنظيم القاعدة للبدء باستعراض قوتها، والتي قامت بالإعلان مرة ثانية عن سيطرتها ووجودها في محافظة “ابين” و”زنجبار” و”جعار”، وأيضاً قام هذا التنظيم بالسيطرة على مناطق استراتيجية مهمة مثل “المكلا” في حضر موت، وميناء “الضبة” النفطي.
وفي هذا الصدد، قام مسؤول في المخابرات اليمنية بالكشف عن مخطط أمريكا لإرسال قواتها العسكرية بشكل رسمي إلى جنوب اليمن، مشيرأ إلى قيام السعودية بإرسال السلاح إلى تنظيم القاعدة في الجنوب بهدف إيجاد عدم الاستقرار في المنطقة.
وكانت السعودية قد حذرت مسبقاً عن نية إيران بإغلاق مضيق الهرمز الاستراتيجي، مما دفع السعودية إلى السعي لمد أنابيب نفط من الطريق البري في اليمن .
وطبقاً للمخطط المذكور، نجد أن خط أنابيب النفط يمر عبر محافظة حضر موت،و يصل إلى ميناء على خليج عدن، ولهذا السبب تقوم السعودية بالسعي إلى التسلط على هذه المنطقة وتقوم بدعم تنظيم القاعدة المتواجد هناك، لكي تقوم بتنفيذ مخططها.
والجدير بالذكر أنه لا نجد وسائل الإعلام العربية والغربية المعارضة، تقوم بالتوجه ونشر أثر هذه المجموعات الإرهابية على التحولات السياسية في المنطقة، وعدم إيجاد الأمن والثبات فيها.
السعودية