منذ أحداث 11أيلول وليومنا هذا الكثير من الدول تعيش في مأساة مسلسل عالمي من أخراج وسيناريو وحوار دولة تختار إبطالها الوحوش المفترسة وضحاياها المظلومين لكل حلقة حسب مقتضات المرحلة من اجل تحقيق مأربها الشيطانية ، بسبب نظامها قام على نهج الدم والترهيب، وفرضت سيطرتها ونفوذهاعلى الآخرين من خلال هذه السياسية الدموية .
ما حدث في نيوزيلندا حلقة من مسلسل لحلقات متعاقبة ستكون واحدة اشد واعنف من الثانية عاشتها عدة دول أخرى في العالم ،وكانت مشاهد مروعة للغاية من دمار وخراب وتهجير في العراة وقتل بشتى الطرق والوسائل لم ينجو منها إي احد حتى الطفل الرضيع ، وكانت الاستهداف يشمل كل الطوائف والأديان السماوية .
في كل حلقة من مسلسل الإرهاب يختلف مكان الاستهداف تارة المسجد أو جامع أو حسينية والكنائس لم تنجو من مخططاتهم ، وتارة أخرى محطات المترو أو حافلة تنقل الركاب أو مكان أخر ، لان هدفهم الإيقاع بأكبر عدد ممكن من القتلى والجرحى ، وهدف من يقف ورائهم لديه حسابات أخرى من وراء هذه الجريمة النكراء الجبانة يريد تحقيقيها وكل الجرائم الأخرى.
طريقة الاستهداف قد تكون مختلفة عن كل العمليات الإرهابية الأخرى بحيث قام هذه المرة الإرهابي بتصويره نفسه وهو ينفذ جريمته البشعة للغاية ، وفي المرات السابقة ما جرى معلوم من الجميع ، والرسالة التي إيصالها للجميع في عملية المسجدين وغيرهن بان خطر الإرهاب لا تحد حدود ، ولا مكان ولا زمان ، لان الكل لن ينجو من مشاريع أو مخططات الشيطان الأكبر .
القائمون جعلوا المسلسل سلاحا ذو حدين من جهة يدمر ويقتل،ومن جهة أخر ورقة تهديد وضغط على الآخرين بحيث جعلهم يعيشون في حالة من عدم الاستقرار والتوتر ، والاحتقان الطائفي ، والرعب والخوف ما هو قادم ، لتكون فريسه سهلة المنال لهم من اجل دفع الأموال أو إبرام العقود والاتفاقيات ، وحتى الانضمام لحلفهم ضد تحالف الآخرين، ومن يخالفهم من الجانبين ستحل عليه لعنة مسلسل الإرهاب العالمي .
خلاصة حديثنا مسلسل الإرهاب وحلقاته الطويلة الدموية لم تنتهي مطلقا ، وستبقى الشعوب تعاني في ظل تسلط الكبار الحاليين ، وتغير الحال بحاجة إلى كلمة فصل من كل الشعوب ضدهم .
ماهر ضياء محيي الدين